لا أدري لماذا يترصد البعض المبدعين في كل مكان، لماذا يشكل هذا المبدع، الخلاق، المتقد ذكاء، صاحب الموهبة حالة هلع ورعب لكثيرين ممن يفتقدون كل هذه الميزات، لماذا يعاني المبدع كثيراً كي يحصل على حقه في احترام موهبته وقدراته؟ فإما أن يحصل على هذا الحق بعد جهد جهيد، وإما ألا يحصل أبداً، وهذا ما يحدث دائماً، لماذا يُحارب ويتم تجاهله طويلاً؟ فإذا أنصف فإن ذلك غالباً ما يتم لأن مسؤلاً كبيراً نوه به، أو أن المصادفة خدمته بشكل ما· يقول أحد القراء هذه قضية تهم شريحة كبيرة من أبناء الإمارات المبدعين في شتى المجالات من ذوي الخبرة والكفاءة، ممن لا تنقصهم الإرادة والجرأة في اقتحام عالم الإدارة والأعمال·· لقد عانى كثيرون منهم من كبت أحلامهم ولم يجدوا في وظائفهم ما يلبي طموحهم للسبب نفسه دائماً ''تسلط أعداء النجاح من مديريهم أو مؤامرات أصحاب الوجوه المقنعة من زملائهم في العمل''! إن الانتقال إلى عمل آخر لم يكن البديل الأمثل دائماً، أو هو الحل المجدي، فبيئات العمل متشابهة للأسف وإن اختلفت الوجوه أوالمسميات، مع ذلك فإن الإرادة القوية والأمل في التغيير هما المحفز، أما الإحباط والرضوخ فليسا حلاً سليماً·· يتحدث القارئ عن تجربة شخصية، فيقول: ''لاح لي الأمل بتحقيق جزء من طموحي عندما تم الإعلان عن برنامج طموح لتمويل مشاريع الشباب في ،1999 وتقدمت وكلي أمل بدعم مشروعي (صالة مزادات على المقتنيات النادرة)، وتم الرفض بسبب عدم وجود الخبرة الكافية، لكن من دون مناقشتي، وتم الاكتفاء برسالة تقليدية على بريدي الخاص هكذا ببساطة··''، اليوم تنتشر شركات المزاد وتحقق أرقاماً خيالية من الأرباح!! تجدد الأمل بعد مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإطلاق مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب، وتقدمت في سنة 2005 هذه المرة بمشروع آخر من واقع خبرتي في عملي كمدير في إحدى الشركات الوطنية المختصة لتأسيس مؤسسة جديدة معتمداً على مهاراتي التسويقية في ابتكار طرق غير تقليدية·· وللأسف، تم رفض المشروع بحجة الديون! وفي واقع الأمر من يلجأ لهذه المؤسسات هم ممن يعانون عجزاً مادياً أو ديْناً''، مع العلم بأن الدعم المتاح من صناديق دعم مشاريع الشباب هو عبارة عن دين لكن بتسهيلات لا تتوافر لدى البنوك من أهمها مهلة فترة السداد سنة من بدء المشروع·· وفي ،2007 أعدت المحاولة من جديد، ولكن للأسف تم الرفض من جديد وبنسخة طبق الأصل من رسالة الاعتذار السابقة وبواسطة البريد! حاولت الاتصال بالمعنيين بالأمر لمراجعتهم في أسباب الرفض ومناقشة المشروع وجدواه الاقتصادية وقدرة المشروع على سداد قيمة التمويل·· لكن للأسف كنت أفشل في كل مرة أحاول فيها القفز للأمام حتى لا أقع في فخ اليأس!!! يتساءل: ما هي الغاية من تأسيس صناديق وطنية لدعم مشاريع الشباب إن لم يتم الدعم الحقيقي والمتمثل بالدعم المادي؟ يتساءل القارئ في الختام، ومعه عدد كبير ممن طرقوا أبواب هذه المؤسسات، لمن وفرت الدولة هذه القاعدة الاقتصادية القوية والبنية التحتية المتكاملة؟ ayya-222@hotmail.com