* يعني·· في واحد في أبوظبي أعرفه، لو تسأل عنه 47 شخصاً من عينة عشوائية بيقولون لك: إنه ما كد نفع أحداً، ولو تسأل عنه 40 من خاصة أهله وعامة معارفه، بيقولون، ويؤكدون لك: إنه ما يهرق الماء على الجرح، ولو تستفتي فيه أعضاء المجلس الوطني، بيتناقشون، وبيتشاورون، وبيقولون لك: إنهم ما كد شافوا نفعه، ولا عرفوا ضره، لكنه رغم ذلك يقلقني، فهو باختصار، ليس له أعداء، وكثير الأصدقاء! * يعني·· اللي يأتي في هذه الأوقات المالية الصعبة، وتدهور حال السوق، والانهيار العالمي للبورصات، وحوكمة الشركات، ولعبة الدومينو في الفساد المالي واستغلال الوظائف العامة، ويقولون لك: عمي أريد ''سلف'' أو قرضاً حسناً لحين ميسرة، شو بترد عليه، حين سمعت ذلك، تذكرت أحداً كان يتعطر بدهن العنبر، وحرارة أبوظبي 43 درجة مئوية، شو ممكن تطيقه في ذاك النهار القائظ! * يعني·· في واحد تلقاه يختار أرقاماً ''اسبيشل'' عجيبة، أرقام لوحات سياراته، مصفوفة مثل أسنان نجمات هوليود، أرقام هواتفه تقول: عيال صيني، ما تفرق هذا من هذا، رقم جوازه، الأرقام كلهن عدال بعض، ومتساويات، وما هذا ظاهر عن هذا، أرقام يا أخي·· تقول إنه ينقشها بيده نقشاً! * يعني·· في شباب عندنا نشوفهم·· الله المستعان، شباب من الذين يلبسون جينز ناصل ''تاي باز'' يعني لو مشى شويه، وإلا أتخرطف بينصل ذاك البنطلون، ورغم ذلك ما تعرف شوه يمسكه عن الطيحه، أما الفانيلة ممتشة من الغسيل ومتقرفطة، وما يروم يتنصخ من ضيقها، ويقولون لي مرات هالشباب يخرمون أذنيهم، ما أدري نوه واعدنهم بالحلق؟ ويسوون لحية مثل خيط الشيلة، أو سوالف تقول هدب عنكبوت، وتلقى الشعر مدهناً يصلق، وفيه قرون واقفة من الجل مثل رؤوس الشياطين، يرخّمون أصواتهم مثل الحمام، ويكحون بدون سبب، شيفتهم محيجة، ما تلقى في مخبأ الواحد منهم 70 درهماً، ولا حتى حافظ سورة ''قل يا أيها الكافرون'' وين منهم الرهط الأول من المجالدين، الموحدين، المرابطين على الثغور؟ أما هاذيلا فالله لا يجمعنا بهم، ولا يبتلي بهم عدو، ولا صديق، وليت يومهم قبل يومنا! * يعني·· يوم الأولين أهل الطيب والخير، أهل الخنير والمحزم والعصا المحناية والخزام ودروا الدوخة اللي يصرونها في طرف العمامة، وحلفوا على الخنير ما تظهر من يرابها، والعصا علقوها على جدار المبرز، ورضوا بالحياة الجديدة، تشوف من الجيل الجديد اللي له فيها ناقة، واللي ما له فيها جمل، كلهم، من هنا وإلا من هناك، يوم توقفه الإشارة الحمراء، ظهّر لها مدواخلة، وفتح شباك سيارته، أخذ له نفساً، وضرب بالمدواخ على طرف السيارة، وغمزها وراح، وإلا تلقى الواحد منهم يتختل في السينما، ويخطف له كل ربع ساعة شفطتين، وعقبها تسمع ضربة المدواخ على كرسي السينما، وبعضهم من يشوف ضولة حريم، قام وشخط ذاك المدواخ شخطّين، ملفتاً الانتباه، وإذا ما تجاهلته تلك الضولة، دوّر له مكاناً معدنياً وسمعت ضربة المدواخ ترّن·· ترى اللي ما يعرف سلج أهله يضيع! * يعني·· صندوق الشكاوى في وزارة العمل الذي اتخذ شعاراً له: ''لا تتردد·· فالك طيب'' كيف يمكن أن نترجم ''فالك طيب'' للعمال الأجانب، والمستثمرين الأجانب، والتجار الأجانب، والعاملين الأجانب، والقادمين الأجانب، والمقيمين الأجانب، والمهاجرين الأجانب، واللي ناوين يقيمون عندنا مستقبلاً من الأجانب، و''المواطنين الأجانب''!