يومان وتطوى صفحة من سنوات حياتنا ونكمل عقد كامل في الألفية الجديدة، يومان وندخل هذا العام الجديد ويصبح اليوم من ذاكرة العام الماضي. ماذا ستفعل في آخر يومين من العام الهارب من بين يديك؟ هناك يومان فيها 48 ساعة كيف ستودع 2009 وتستقبل 2010 ؟ ستحتفل.. ولكن ما الجديد في الاحتفال كل سنة نحتفل بعام قد انقضى أو سينقضي.. تكتب أجندة السنة المقبلة اكتب ولكنك لن تستغرق يومين في الكتابة.. تبكي على ما فاتك لا تقلق لديك العمر بأكمله لتبكي على أشيائك، لاتنس أنك أمام يومين من العام الجاري. لا بأس في أن تحمل كوباً من الشاي وتنظر من نافذتك إلى هذا الجو الرائع، ولكن سيبرد الشاي في غضون دقائق فما بالك بيومين. إحدى الصديقات قالت لنا ونحن نتعلم في الجامعة كيف نكتب الخبر الصحفي «عام كامل وأنا أشرب فنجان الشاي.. عام كامل ولم يفارق يدي» طبعاً الوقت كان العلامة الفارقة في هذه التركيبة الخبرية، فالساعات والدقائق والثواني حسمت وجود فنجان الشاي في يدها ليبقى عاماً كاملاً! ولكن نحن هنا نتكلم عمن يستطيع أن يمسك بآخر يومين في سنة مرت بحياته. الساعات والدقائق والثواني لا تخرج من الحساب بل هي ضمن الحسبة وأساس لها. ففي إحدى السنوات كان هناك برنامج يقوم بتزويج المخطوبين في غضون يومين، وهنا لا أتكلم ولا أدافع عن فكرة البرنامج ولكن خلال يومين فقط بدأ اثنان حياتهما معاً وهي نفس الفترة المتبقية من العام الحالي. ليس المطلوب منك الزواج خلال يومين ولا الطلاق فبداية حياة وإنهاؤها قد تحتاج أكثر من 48 ساعة، وحتى تتضح الفكرة.. هل العام الجاري أفضل عام لديك؟! أفضل أن ألا تجيب عن هذا السؤال، لأننا مازلنا في 2009 ولم نذهب إلى 2010 وقد تغير آخر ساعة في هذه السنة من تقيمك لهذا العام سواء كان سلبياً أو إيجابياً. دائماً ماننسى الأشياء التي تأتي في النهاية آخر يومين.. آخر ساعة.. آخر دقيقة. مع أن من شأنها أن تغير مجرى الكثير من الأمور، فهناك من يقول مجازاً أصبحنا في 2010 ولم أذهب إلى القمر بعد.. وفجأة يفوز بجائزة إلى القمر. الفكرة ليست متمحورة في الذهاب إلى القمر بل في إلغاء الساعات والقيمة الباقية والتي تسبق الذهاب إلى القمر، دعونا نفكر في آخر يومين على أنهما أهم يومين في حياتنا هذا العام. أمينة عوض Ameena.awadh@admedia.com