يتشابه الأهلي مع العين في هذا الموسم إلى حد بعيد، فالفريقان دخلا المنافسات وفي جعبة كل منهما بطولتان من الموسم الماضي، الأهلي فاز ببطولتي الدوري والسوبر، والعين جمع بين بطولتي الكأس وكأس الرابطة أي أنهما اقتسما كعكة 2009 دون أن يتركا لأي فريق آخر الفرصة لمزاحمتهما على أي من البطولات الأربع في أول موسم للاحتراف. وتوقع الكثيرون أن يتكرر المشهد نفسه في الموسم الجديد، حيث لا يعوز أي منهما القدرة أو الطموح، ولكن جاءت رياح 2010 بما لا تشتهي السفن الأهلاوية أو العيناوية، حيث تلاشت فرص الأهلي - تقريباً - في الاحتفاظ بلقب الدوري، وخرج من دور الثمانية للكأس، ناهيك عن خروجه المبكر من مونديال الأندية، بينما تراجعت فرص العين في الفوز ببطولة الدوري وودع الكأس من دور الـ 16 ولم يبق أمام الفريقين سوى المنافسة على لقب كأس اتصالات ودوري أبطال آسيا. وإذا كان الأهلي قد دفع فاتورة غياب عدد من لاعبيه المؤثرين بسبب الإصابة حيث لا تزال القائمة تضم الثلاثي فيصل خليل وإسماعيل الحمادي وعادل عبدالعزيز، بعد أن غاب لفترات متفاوتة كل من أحمد خليل ومحمد فوزي وخالد محمد بسبب الإصابة أيضاً، وعندما عاد أحمد خليل غاب باري بالإنذارات، وعندما يعود باري يغيب سالم خميس للإصابة، فإن الواقع يؤكد أن الأهلي دفع ثمن التأخر في التعاقد مع لاعب أجنبي رابع، استثماراً للائحة ولو ضم لاعباً متميزاً في مركز الوسط المهاجم، لأسهم ذلك في التخفيف من وطأة غياب بعض المصابين لاسيما أن نظام المسابقة يسمح بالاستفادة من خدمات ثلاثة لاعبين أجانب خلال المباراة. وما حدث للأهلي تكرر مع العين الذي عانى أيضاً من كثرة الإصابات التي تسببت في غياب فالديفيا وأميرسون لعدة مباريات، ومع ذلك فإنه لو نجح النادي في التعاقد مع اللاعب الآسيوي مع بداية المسابقة، لاستطاع هذا اللاعب أن يُعوض، ولو إلى حد ما، غياب فالديفيا أو أميرسون. أثبت الموسم الكروي الأهلاوي أنه ليس بالشحن المعنوي وحده تكسب الفرق، بدليل أن ما قدمه الفريق من أداء جيد أمام العين في مباراة السوبر لم يتكرر في المباريات التالية في الدوري، وأن ما قدمه أيضاً أمام الجزيرة في مسابقة الدوري لم يتكرر أمام الشباب في الكأس. تأكيد عبدالله صالح مدير الفريق الوحداوي على أن مباراة الإمارات في نصف نهائي الكأس أصعب من مباراة النصر، بمثابة تصريح يتسم بالواقعية واحترام المنافس، قياساً بطبيعة مباريات الكؤوس التي لا تعترف كثيراً بالفوارق الفنية. وإشادة أبل براجا مدرب الجزيرة بأداء فريق الظفرة وأنه كان يستحق التعادل بدلاً من الخسارة بثلاثية نظيفة، تجسد حقيقة المستوى الذي ظهر به “فارس الغربية” الذي فرض احترامه على الجميع، ولولا الأخطاء الفردية لخرج بنتيجة أفضل أمام الجزيرة. أهمية فوز الشباب على الأهلي تكمن في أن النتيجة جاءت متوافقة مع الأداء الجيد للجوارح، حيث كانوا الأفضل لعباً ونتيجة، ويبدو أن جماهير النادي لن يطول ترديدها لمقولة “ألا ليت الشباب يعود يوماً”، فالفريق وضع أقدامه على الطريق الصحيح، بدليل ما أنجزه أمام النصر في الدوري ثم أمام الأهلي في الكأس!