الشهر الماضي وقف رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون أمام المؤتمر العام لحزب العمال الحاكم الذي يرأسه، وقال في كلمة نقلتها وسائل الإعلام على الهواء مباشرة إلى مشارق الأرض ومغاربها ''العام الماضي قلت لكم إنني فقدت البصر في عيني اليسرى وإلى الأبد عندما كنت في السادسة عشرة من عمري، وذلك خلال لعبي الرجبي، وعلمت بعدها أنني لن أستطيع ممارسة هوايتي في لعب كرة القدم أو الرجبي إلى الأبد''· واستطرد بروان مخاطباً مندوبي الحزب إلى المؤتمر ''ولكن ما سأقوله لكم اليوم إنني استيقظت يوماً وعرفت أنني مهدد بفقد البصر في عيني السليمة، وقد أجريت عملية أنقذت بصري بعد أن عشت في الظلام لأيام''· ورغم هذه المصارحة، جددت صحيفة ''الصنداى تلجراف'' الأحد الماضي المخاوف حول سلامة بصر الزعيم العمالي ورئيس وزراء بريطانيا العظمى، وقالت إنه مهدد بفقد البصر كلياً بعد أن تراجع نظره في عينه اليمنى لدرجه أنه أصبح ''لا يستطيع قراءة النصوص إلا إذا كانت بحروف كبيرة جداً، وأنه يحتاج إلى مساعدة عند حضوره الاجتماعات واللقاءات العامة بسبب تراجع نظره''· ولم يصدر مكتبه في 10 دواننج ستريت تكذيباً أو ملاحقة بحق كاتب التقرير· ومن عاصمة الإمبراطورية التي كانت لا تغرب عنها الشمس إلى عاصمة أكبر قوة في العالم، حيث أُعلن عن ''إدخال ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي إلى مستشفى جامعة جورج واشنطن لبعض الوقت لاستعادة دقات القلب الطبيعية بعد أن تبين أنه يعاني من تكرار الإصابة بالرجفان الأذيني (عدم انتظام دقات القلب في الأذين)· وأعادت وسائل الإعلام الأميركية تذكير الأميركيين وسط الأزمة المالية التي تعصف بهم بأن تشيني عانى من أربع أزمات قلبية منذ أن كان عمره 37 عاماً، وقد كان آخرها عام ،2000 كما أجريت له عدة عمليات قلب سابقاً، وقد عولج بصدمة كهربائية العام الماضي بعد أزمة مماثلة لأزمة الثلاثاء الماضي· وحتى في إسرائيل- التي احتفلنا الاثنين الماضي بمرور 35 عاماً على انتصارنا اليتيم عليها- ظهر رئيس وزرائها إيهود أولمرت ليعلن أنه سيدخل المستشفى لإجراء عملية جراحيــــة في البروســتــاتــــا، وخــــرج بعـدهـــا ليــعلن اسـتقـــالتـــه مــن منصبه إثر ملاحقات قانونية لتلقيه تمويــــلات غير قــــانــــونيـــة لحملتـــه الانـتــخــابيـــة تبلغ قيمتهــا 160 ألــف دولار لا غـير!· في بلد آسيوي معزول حبس العالم أنفاسه لأيام بحثاً عن إجابة عن لغز اختفاء زعيم دولة نووية قبل أن يظهر بعد انقضاء عدة أيام خبر غير مصور عن حضوره مباراة لكرة القدم، ونسوا أن في بلدان العالم الثالث صحة ''الزعيم'' من الأسرار العظمى للدولة، لا يجوز الخوض فيها، فالزعيم لا يمرض ولا يهرم ولا يضعف بصره ولا يشيب شعره ولا يكح ولا يسعل ولا يصاب بالبرد، ولا يأخذ إجازة سنوية أو دورية أو مرضية، دائم النشاط، ماضي العزيمة، شـــديد البأس، قوي الشكيمة، وصحته ''حديــد في حديد'' يسـتــحق عن جــــدارة واستحقاق هتاف الجماهير له ''عاش الزعيم عاش·· عاش''