الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، لا يراه إلا المرضى.. من يعتني بصحة الإنسان، يلون الحياة بلون الفرح، ويشكلها بأوراق الزهر، ويتوجها بنبراس الحياة الهانئة التي لا تشوبها شائبة. الإنسان بحاجة إلى صحته وعافيته، ليجود في الإنتاج، ويجيد في ممارسة حياته اليومية، دون كلل أو ملل، أو وهن أو عهن. والدول المتقدمة اعتنت كثيراً بالإنسان، لأنها تعي أنه صلب التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. ومجتمع لا يلتفت إلى عافية الناس، مجتمع مريض وبائس وعابس ويائس، لا يستطيع أن يواجه أعباء الحياة، ولا يمكنه تحقيق الذات الاجتماعية بأبدان مريضة، تستولي عليها العلل والخيبات الجسدية. ويأتي قانون إنشاء الهيئة الاتحادية للصحة، الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والذي يقضي بالنهوض في العملية الصحية، وجعلها في مقدمة الأولويات واهتمامات الدولة، إلى جانب اهتماماتها بكل ما يخص الإنسان والرقي به، وتحقيق أعلى مستويات الخدمة، قرار يؤكد أن بلادنا ماضية بخطى حثيثة، ودافقة نحو تحقيق الطموحات وترسيخ الثوابت، وتأكيد الآمال الملحة لأمل الإنسان، كما ويؤكد القانون أن الإمارات وبوعي القيادة الرشيدة، تعمل جاهدة من أجل الوصول بالخدمات الصحية إلى أعلى المراتب، كونها الشأن ذات الأهمية القصوى في حياة المجتمع، وعمر الإنسان.. القانون يوضح من جديد أن الخدمات الصحية إلى جانب الخدمات الأخرى، قائمة على أسس منطقية، وتتماهى مع التنمية الاقتصادية ذات الجودة العالية التي تحققت وأبهرت، وأنجزت مستوى عالياً من التطور والرقي. ووجود الهيئة الاتحادية للصحة، كما نص القانون في إمارة الشارقة، سوف يعطي الهيئة زخماً عملياً، ويوفر لها القدرة على التواصل والتأصيل بحكم ما لإمارة الشارقة من موقع يتوسط إمارات الدولة، بل وتمثل ذراعاً قوية تتشابك مع الإمارات الأخرى، ما يجعل دور الهيئة فاعلاً ومؤثراً وقوياً ومؤدياً دوره الصحي بكل أريحية.. وكل ما نتمناه أن تتبوأ الوزارة مكانتها، وتأخذ دورها الريادي في صياغة العمل الصحي، بما يتلازم ويتلاءم مع مكانتها كوزارة اتحادية. ونتمنى أن يصبح عمل الوزارة، وهي المؤسسة الأم لكل الهيئات والدوائر الصحية، عملاً قيادياً، يقود الخدمات الصحية في بلادنا بشكل ينسجم مع مكانتها كوزارة اتحادية تمثل الإمارات الاتحادية السبع، ونتمنى أن يتم الوعي بأهمية الوزارة بنفس الاهتمام بصحة الإنسان في بلادنا، وفي كل إمارات الدولة. ونحن في بلد يتمتع بحمد الله بوافر الصحة الاقتصادية، الأمر الذي يفرض على وزارتنا الموقرة أن تستقطب كل ما يعفي الإنسان من مشقة الاعتماد على العلاجات الخاصة، أو البحث عن بديل في الخارج.. وبوعي المسؤولين في الوزارة نحن على ثقة بأن ما نتمناه سيكون واقعاً نلمسه ونعيشه ولا نطلب إلا التوفيق لكل من يعمل ويجد.