انتصرت إرادة الأشقاء اليمنيين وأقنعوا أسرة كرة القدم الخليجية بأحقيتهم في استضافة النسخة العشرين من دورة الخليج، وكذلك تثبيت موعد المونديال الخليجي ليبدأ يوم 22 نوفمبر، على أن تقام مباراته النهائية يوم الرابع من ديسمبر 2010. وما كان لهذا النجاح أن يتحقق لولا قدرة اليمنيين على تقديم الحيثيات التي تؤكد قدرتهم على استضافة هذا الحدث الخليجي لأول مرة في تاريخهم وإثر جولات تفقدية قام بها أمناء سر الاتحادات الخليجية في كل من عدن وأبين، أصدروا بعدها قرارهم بأن الأمور تسير في طريقها الصحيح وأن اليمن سيكون جاهزاً لاستقبال الأشقاء في الموعد المحدد. ولا شك أن الأمر لا يتعلق فقط بالبنية التحتية، بل بالهاجس الأمني الذي فرض نفسه في الآونة الأخيرة لذا حرص الرئيس اليمني علي عبدالله صالح على التأكيد في حوار قناة “دبي الرياضية” معه، على أن دورة الخليج ستقام في أجواء مثالية ولن يعكر صفوها أي عوامل خارجية. ومن حق البعض أن يتساءل، هل تملك اليمن القدرة على تأمين تنظيم يتوازى مع ما قدمته قطر في “خليجي 17” وما قدمته الإمارات في “خليجي 18” وما وفرته سلطنة عُمان لـ”خليجي 19” فأبادر وأقول إن نجاح اليمن مسؤولية الجميع، فالدورة فرصة لدعم البنية التحتية في ملاعب وفنادق اليمن ومثلما كانت مشاركة منتخب اليمن في الدورة اعتباراً من “خليجي 16” بالكويت عام 2003 في إطار الحرص على الارتقاء بمستوى كرة القدم اليمنية، فإن تنظيم الدورة من شأنه أن يعزز مكانة الرياضة اليمنية بوجه عام، كما حدث بالنسبة للدول الأخرى بالمنطقة التي استثمرت استضافة الدورة في الارتقاء بكل عناصر اللعبة الشعبية الأولى في المنطقة. وكلنا ثقة بأن تعاون الجميع سيسهم في نجاح الدورة التي ستحط الرحال - لأول مرة - على أرض اليمن “السعيد”. استوعب فريقا الجزيرة والوحدة درس العين في الكأس، فلم يتركا شيئاً للصدفة ولم يسمحا بأن يدفعا فاتورة “المفاجآت” ففاز الوحدة على النصر في أكثر مباريات المسابقة إثارة حيث شهدت 8 أهداف منها 5 أهداف في الشوط الثاني وأنهى الوحدة المهمة في الشوطين الإضافيين، بعد مشاركة “الدينامو” عبدالرحيم جمعة الذي كان أحد أهم أسباب ترجيح كفة العنابي، برغم المستوى الجيد الذي قدمه النصر، ولو قدم نفس المستوى في الدوري لنافس على مراكز الصدارة. أما الفريق الجزراوي فقد تعامل مع الظفرة باحترام كامل، فكسبه بالثلاثة وصعد لنصف النهائي، بعد أن طبّق فلسفته الخاصة هذا الموسم والتي تؤمن بأن “الغاية تبرر الوسيلة” فالأداء لا يرقى لمستوى النتائج ولكن الجزراويين يدركون أن التاريخ يسجل النتائج ولا يتوقف عند مستوى الأداء. ونجح الجزيرة والوحدة أول وثاني الدوري في تعزيز طموحاتهما هذا الموسم بالانضمام إلى فرق المربع الذهبي للكأس، ومن يدري فربما التقيا في نهائي المسابقة واستأثرا بنجومية الموسم الكروي.