تنتج المصانع بضاعة ما، بملايين الأعداد، وحتى الآن؛ تكون البضاعة ملكية خاصة لرأس مال فكرتها، كنوع من المِلكية الخام لأدوات إنتاجها، وعند تغليف كل وحدة بما يؤهلها لخصوصية مستقلة، إيذانا بتوزيعها على السوق للمستهلكين، تكون قد أخذت موضعاً إنسانياً، نظراً لكونها ستصبح جزءاً من ممارسات البشر· تخرج من المصنع، من مِلكية رأس مال الإنتاج، إلى تقسيمات مِلكية أقل؛ موزعين كبار، ومنهم إلى موزعين أصغر، حيث تذهب الكتل العددية الأقل إلى استقلالية أكبر، لكنها ليست كاملة بعد، إلى أن توزع على المحلات للبيع بالقطَّاعي، ومن هنا يقترب الاستقلال الكامل لكل وحدة إلى نهاية تحققه· وعندما يذهب المشتري لشراء وحدة من هذا النوع، تكون قد استقلت من خط إنتاج صناعتها وتوزيعها بيعاً جُملة وقطَّاعي، لتصبح منفردة كالمولود الجديد، حتى ولو أن هناك منها ما يشبهها من الملايين، فكأنها تنظر إلى شاريها كما ينظر قط أو كلب ليحرره من قفص البائع، وسيظهر شاريها نوعاً من الدلال واللذة تجاهها في المقابل· لكنها وبدءاً من هنا، ستدخل في مِلكية أصعب، فالاستحواذ والحرص الفردي يَظهَر أكثر تملكاً من رأس مال التصنيع، الذي يحسب نسباً معدومة من المُنتج، إما من خلال خطأ في التصنيع أو الكسر عن طريق الإهمال· أما منذ اللحظة الأولى لشرائها مُفْرَدة وانتقاء هذه دون أخرى، يعمل حرص المشتري بقوة رغبته في تملك وحدته، بدء من اختيارها دون غيرها من أخواتها، بحثاً عن سلامة جسدية، وتوافق نفسي وعاطفي، حتى قبل أن يدفع ثمنها يكون مسؤولاً عنها كأنها جنين في رحم امرأة· يأخذ في متابعتها بعينه والإيعاز للبائع بالحرص عليها، بل وأكثر من ذلك، لو وجد فيها عيباً وهي لا تزال قريرة عينه بعد، يقوم باستبدالها في الحال، هنا التملك ليس مرهوناً بوحدة بعينها، بل بوظيفتها المرجو منها إتمام خدمة جيدة، ويريد أغلبية المشترين أخذ وحدتهم نظيفة الشكل، سليمة التغليف، غير مفكرين في أوضاع التعامل الآلي القاسية نوعاً ما، والاعتيادية مع البضاعة، من المصنع وحتى وضعها على الرفوف أمامه، إنه تملك الحياة إذن، وليس الموت، حتى ولو أن بعض أشيائنا التي نشتريها ستعيش أكثر منا· لذلك فالتملك ضرورة الإحساس بوجود جدران - كما الملابس - تقينا من البرد والحر، وعدم اطلاع أي أحد على خصوصيتنا، ما لم نرغب نحن في إطلاعه عليها بإرادتنا· eachpattern@hotmail.com