مع توديع تصفيات كأس العالم أعتقد أنه لا يوجد أي داعٍ لفتح باب العويل وجلد الذات، وتصوير الأمر على أساس أنه كارثة، أو أنه نهاية المطاف، لأن الخروج من التصفيات كان أمراً وارداً ونحن نعرف بصدق وقبل غيرنا بأن إمكانات تأهلنا إلى جنوب إفريقيا كانت محدودة منذ البداية· فيلم الأحزان الذي يعرض في كل مرة يودع فيها المنتخب منافسة أو يخسر مباراة لا يوجد داعٍ لمشاهدته مرة أخرى لأننا حفظناه عن ظهر قلب من كثرة إعادة عرضه· ما حصل ليس مفاجأة وهو امتداد دائم للنتائج السلبية التي يحصدها المنتخب، صحيح أننا لم نكن نتوقع هذا السيناريو بأن تضيع الفرصة من البداية، وبهذه السرعة من دون أن تكون للمنتخب أي بصمة في المجموعة، لكن في النهاية هذا هو الواقع والذي يجب أن نتعايش معه وعلى أساسه نبني حساباتنا من دون مبالغات وأحاديث لا طائل منها· أعتقد أن إحدى مشاكلنا مع المنتخب تكمن في أننا نبالغ في درجة طموحنا معه، ومطالبة اللاعبين بتحقيق نتائج تفوق قدراتهم، وهذه الحسابات القائمة على العواطف دائماً ما أوقعتنا في مطب أن الأماني والأحلام التي تفوق القدرات على أرض الواقع · من دون انفعال ولا حسابات وهمية، مشاركتنا في التصفيات الحالية لم تخرج عن الإطار السلبي العام والذي يرافق مشاركتنا في مختلف البطولات، سواء في هذه المرحلة أو في المراحل السابقة· هذه هي القاعدة العامة التي تحكمنا مع بعض الاستثناءات التي يمكن أن تحصل بين فتره وأخرى بتحقيق فوز كبير في مباراة أو الظهور بصورة مشرفة في بطولة، لكن القدرة على المنافسة الدائمة فإنها غائبة عن المشهد العام في معظم مشاركاتنا· أمام هذه الحقيقة، إما أن نرضى بالأمر الواقع ونخفف من أحلامنا ومطالبنا للمنتخب بأن يحقق النتائج وتكون حساباتنا مبنية على أساس النتائج وعلى حقيقة القدرات التي يملكها لاعبو المنتخب، وإما أن نبحث عن حلول أخرى يمكن أن تساعد على تغيير هذا الوضع الممل وعلى رأسها فتح ملف المراحل السنية ومعرفة الأسباب التي تدفع هذه المدارس إلى تخريج لاعبين معظمهم يفتقد الأساسيات ولا يملك القدرة على الإبداع· وإذا لم نكن نستطيع اتخاذ خطوات حاسمة وحقيقية فإن علينا أن نريح أنفسنا على الأقل من الدائرة المفرغة التي ندور فيها منذ سنين باختراع مبررات خادعة لكل تقصير والبحث عن كبش فداء يتم تحميله المسؤولية بعد كل خسارة·