حتى الساعة الثانية عشرة ليلا تبدو الطرقات عندنا مزدحمة وحركة والمرور في الشوارع الفرعية صعبة جدا ، أؤجل بعض مشاريعي لوقت متأخر جدا من الليل علني أحظى بخروج ميسر وبمشوار أقل توترا ، لكنني أكتشف صدق المثل '' عشم إبليس في الجنة '' لا أمل في مرور سلس وميسر ، هذه هي النتيجة التي أخلص إليها كلما قرأت عن آخر معدلات النمو السكاني المتزايدة في مدن الدولة الرئيسية ، وهي بحسب معلوماتي المتواضعة من أعلى المعدلات في العالم ·· فما هو الحل إزاء هذه الإشكالية التي لم تعد أزمة زحام فقط وإنما تعدتها لما هو أخطر وأشد قسوة !! قوانين رسوم الخدم الأخيرة لا تصب أبدا في خدمة تقنين تواجد العمالة من نوعية خدم المنازل ، العكس هو الصحيح فخفض الرسوم سيفتح الباب على مصراعية خاصة اذا أخذنا بعين الاعتبار أن العائلات غير المواطنة هي الأكثر تعدادا ، وبالتالي كيف يسمح المسؤولون بخفض الرسوم المترتبة على استقدامهم لخدم المنازل من 5000 الى 1500 ، في حين استثني المواطن من هذا التخفيض ، ألا يبدو الأمر غاية في الغرابة أولا وقمة في التهاون فيما يتعلق بالدعوات المتكررة لتقنين استجلاب الأجانب للإمارات ؟ ثم أن تضرر البعض من ارتفاع الرسوم لا يوازيه تضرر مجتمع بأسره ! هناك مصلحة مجتمع يجب أن توضع في قمة الأولويات ، وهناك بلد له وضعه السكاني الاستثنائي والمفترض بأي قانون أن يصب في اتجاه تصحيح هذا الوضع وعدم المساهمة في تدهوره ، نحن لسنا ضد حقوق أحد ، ولسنا ضد رفاهية أي جنسية ، لكننا ضد أي تهاون في موضوع استقدام العمالة الأجنبية ، سواء كانت كخدم منازل أو كعمال شركات أو كجيوش مسرحة في الشوارع والطرقات تم جلبهم بتأشيرات زيارة أو تحت مسمى عمال وموظفين لشركات وهمية بهدف التربح من ورائهم وليذهب هذا البلد الى الجحيم من وجهة نظر هؤلاء الذين لا تعنيهم في النهاية سوى مصلحتهم وتنامي حساباتهم التي يحولونها أولا بأول الى بلدانهم دون أن تستفيد الامارات شيئا منهم !! لقد ثبت أن هناك عائلات آسيوية تستقدم أعدادا كبيرة من جنسياتها للعمل في الإمارات تحت مظلة أسماء لشركات غير موجودة على الإطلاق ، بحيث تباع لهم تأشيرة الشركة أو يتم مقايضتهم على الأجر الذي يتقاضونه في مكان العمل الذي يعملون فيه ، يفعل الأب ذلك وتفعل الأم وكذلك الأبناء ، فأين مصلحة الامارات في هذه الأعداد التي تغص بها المطارات يوميا في حركة أشبه بالنزوح للإمارات قل مثيلها في أي مكان في الدنيا ، فإذا قلنا بأن ذلك يشكل خطرا على الإمارات ومستقبلها وقف من يرفع صوته متهما أصحاب الأرض المدافعين عن مصلحتها بالعنصرية !! أعتقد بأن الإمارات وهي ترفع شعار الحفاظ على هويتها جاعلة من عام 2008 عاما للهوية الوطنية حسب أوامر صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله وتوجهات الحكومة ،أعتقد بأن مزيدا من الإجراءات الصارمة حيال تواجد العمالة هو ما يريد المواطن سماعه وليس العكس! ayya-222@hotmail.com