كنت أتمنى أن يضيء المنتخب شمعة في تصفيات كأس العالم تنير بعض الطريق من أجل العودة إلى المنافسة، لكن مباراة كوريا بالأمس قضت على الأخضر واليابس وأكدت مرة أخرى بأن الواقع شيء وإطلاق الأماني والأحلام شيء آخر· لقد تحولت المباراة التي قلنا إنها تمثل الفرصة الأخيرة إلى كابوس كنا نتمنى أن ينتهي بسرعة ولا يستمر خشية أن نخرج بنتيجة أكبر مما هو حاصل· ويكفينا أن فرصة التأهل إلى جنوب أفريقيا قد تبخرت من البداية وجاءت مواجهة الأمس في محصلتها النهائية لتكتب فقرة جديده تقول: بلاش أوهام· الأمر المحزن أن نفس سيناريو الأخطاء يتكرر، ولا ندري إلى متى سنظل نتحدث عن الأخطاء الدفاعية واستمراريتها في كل مرة يلعب فيها المنتخب دون أن يلوح في الأفق أي حل لإيقافها· المنتخب الكوري قوي، وهو من أفضل منتخبات القارة في كل الأحوال، لكن في كثير من مراحل مباراة الأمس كانت الخطورة الهجومية على مرمى ماجد ناصر سببها أخطاء المدافعين سواء في سوء التمركز أو الهفوات الشخصية أكثر مما كانت تعبر عن تفوق هجومي كوري· في ظل وجود الأخطاء واستمراريتها لا يمكن أن يصمد المنتخب في أي مواجهة، لأننا بدل أن نصعب مهمة المنافس، نقوم بتسهيل مهمته وتصعيب موقفنا بالسماح له بالتسجيل بسهولة ومن كرات من المفترض أن لا تشكل أي تهديد علينا، لكن بفضل الأخطاء تصبح الألعاب العادية غاية في الخطورة والفرص الميئوس منها إلى أهداف ضدنا· نفتح شهية المنافس وندفعه لكي يطمع أكثر في مضاعفة الفوز والخروج بنتيجة عالية ورصيد من الأهداف يقوي من موقفه في سلم ترتيب المجموعة، ويعوض جانبا مما فاته بعد أن تحولنا إلى الطرف الكريم في هذه المجموعة والذي لا يبخل على مد المنافسين بالنقاط، وتسهيل مهمتهم في الفوز بفضل كثرة أخطائه الدفاعية· لهواة التبرير والذين أرجعوا كثرة الأخطاء الدفاعية التي حصلت في أول مباراتين إلى ضعف معسكر الإعداد ونقص اللياقة، ما هو العذر الآن، وهل ما زالت المشكلة في اللياقة ؟، أخشى أن يقال هذه المرة إن المشكلة تكمن في أن فلان شارك وعلان غاب ·! آخر همسة: على الرغم من خسارته أمام إيران وعدم وصوله إلى النهائي لكن ''بصدق'' لم نكن نتوقع أن يذهب منتخبنا للناشئين أبعد مما ذهب في نهائيات كأس آسيا، ويكفينا الصعود إلى كأس العالم، وهي في حد ذاتها كانت محصلة غير متوقعة·