بعد مرور 270 دقيقة من الدور الحاسم لتصفيات آسيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم لا يزال رصيد الأبيض يساوي صفر ، فهو المنتخب الوحيد الذي خسر ثلاث مباريات متتالية، والوحيد الذي خسر مباراتين بملعبه، والوحيد بين المنتخبات العشرة الذي لم يكسب نقطة واحدة حتى الآن، فضلاً عن أنه المنتخب الوحيد الذي صعد لهذه المرحلة بفارق هدف عن أقرب منافسيه! والمشهد برمته يثير الإحباط، فالمنتخب يقبع في ذيل المجموعة، بينما منافسوه الأربعة كسب كلٌ منهم أربع نقاط، والأكثر من ذلك أن كل منتخب من المنتخبات الثلاثة الأولى بالمجموعة جمع نقاطه الأربع من مباراتين فقط السعودية وإيران وكوريا الجنوبية ، أي أن الفرق بين كلٌ منها ومنتخب الإمارات يمكن جداً أن يتسع لسبع نقاط كاملة أو أكثر عندما يتساوى الجميع في عدد المباريات بنهاية الدور الأول للمجموعة· ولم تكن الخسارة بالأربعة أمام كوريا الجنوبية إلا استكمالاً لحالة عدم التوازن التي يعيشها المنتخب في التصفيات والتي بدأت بالخسارة أمام سوريا في نهاية المرحلة الماضية وتواصلت الخسارة أمام كوريا الشمالية والسعودية دون أن تلوح في الأفق بوادر الخروج من هذه الدوامة التي توحي بأنه حتى المنافسة على البطاقة الثالثة في المجموعة يبدو بعيد المنال قياساً بالمستوى الفني والبدني للفريق، وبوجود ثلاثة منتخبات أفضل فنياً وأكثر خبرة وهي كوريا الجنوبية والسعودية وإيران، وهي المرشحة للهيمنة على مقدرات المجموعة· وأوضحت مباراة كوريا الجنوبية الفارق بين الأبيض ومنافسيه، من حيث الخبرة، فما بالك والمنتخب يلعب بتشكيلة جديدة في مواجهة فريق له مقعد دائم في نهائيات المونديال، كما سبق له أن فاز بالمركز الرابع وذلك لأول مرة في تاريخ الكرة الآسيوية· ولا أضيف كثيراً على ما قاله دومينيك مدرب الفريق من أن الشجاعة وحدها لا تكفي وان الأخطاء الدفاعية لا تزال تتواصل بشكل ملفت في مشوار الفريق المونديالي· وبرغم أن الحسابات النظرية تؤكد أن الأمل لا يزال باقياً، إلا أن المنطق يرى أنه من الأفضل التفكير من الآن في خليجي 19 لأن الفريق الذي لا يكسب نقطة واحدة من 9 نقاط ليس من حقه أن يحلم كثيراً بأنه يكون ضمن سفراء القارة في مونديال جنوب أفريقيا! أنهى منتخب الناشئين مهمته بالبطولة الآسيوية بالخسارة أمام إيران صفر/3 بعد ساعات من تأهله لنهائيات مونديال نيجيريا 2009 وهو بالتأكيد إنجاز فاق كل التوقعات وتجاوز كل الحسابات· ومع التهنئة مجدداً للفريق بالإنجاز المونديالي، إلا أنني شخصياً فوجئت بأسلوب تعامل بعض المسؤولين عن البعثة مع من انتقدوا أداء الفريق في بعض المباريات ومن توقف عند الخطأ الإداري الذي كاد الفريق يدفع ثمنه غالياً، حيث تلقى الزميل أحمد الحوري المذيع بقناة دبي الرياضية رسالة نصية على هاتفه الجوال من أحد مسؤولي البعثة يقول فيها أرجوكم لا تستقبلونا في المطار لدى عودتنا من طشقند، ولا نرحب بتغطيتكم للاستقبال الحافل الذي ينتظرنا بعد نهاية المهمة · ولا تعليق!