تشهد أبوظبي والعين تقاطر أفواج السياح ورجال الأعمال لمتابعة الفعاليات المختلفة التي تجري على مدار العام، والكثير منها تجري في أحايين كثيرة في يوم واحد أو بينها فارق بسيط، يضع المتابع في حيرة من أمره أيها يتابع· وهذا الإقبال الكبير من جانب السياح ورجال الأعمال ليس وليد المصادفة وإنما ثمرة تضافر جهود دوائر وجهات عدة على رأسها هيئة أبوظبي للسياحة وهيئة أبوظبي للثقافة والسياحة وشركة أبوظبي الوطنية للمعارض، وهي جهود تجسد توجهات وبرامج واستراتيجية تعبر عن المكانة التي تحققت لأبوظبي كمركز اقتصادي وسياحي مستدام· ولعل آخر ما تتوقعه هذه الجهات أن يعبث بجهودها وخططها فندق هنا أو فندق هناك لا يفكر أبعد عن تلك النظرة الضيقة التي تتمحور حول مصلحته فقط دون المصلحة العامة الأشمل والأوسع· ومن هنا نتفهم تدخل هيئة أبوظبي للسياحة لتنظيم أسعار الغرف الفندقية خلال فعاليات معرض أبوظبي الدولي للنفط ''أديبيك''، الذي يعد أحد أكبر المعارض المتخصصة في مجال النفط والغاز في العالم، والذي ينطلق في الثالث حتى السادس من الشهر المقبل بمركز أبوظبي للمعارض· وقد جاء هذا التدخل ''بعد أن سعت الهيئة للحصول على صلاحيات محددة من المجلس التنفيذي للتأثير على أسعار وشروط الإقامة''، بحسب ما أعلنت الهيئة التي ندعوها لعدم قصر تدخلها في هذا الأمر على مناسبة معرض''أديبيك'' وإنما ليكون قاعدة للعمل بها لصون ما أثمرت عنه هذه الجهود الطيبة التي حققت اليوم هذه المكانة الرفيعة لأبوظبي كمقصد سياحي رفيع وراقٍ· ننتقل جميعاً ونسافر إلى مدن في مختلف أنحاء العالم خلال أحداث وفعاليات كبيرة، وفي مواسم سياحية وغيرها، ونلاحظ كيف تتعاون الفنادق في المدن التي نزورها مع جهود السلطات لإنجاح استضافة تلك الأحداث والفعاليات، والقائمة أمامي طويلة، ولعل آخرها ما وجدت في فنادق مدينة سرقسطة الإسبانية التي استضافت معرض ''اكسبو ،''2008 والذي أثمرت المشاركة الإماراتية فيه عن جائزة ذهبية· في تلك المدينة، كانت كل الفنادق تقدم أسعاراً خاصة لزوار المعرضن، بل إن مدناً أخرى مجاورة كانت تشارك في تقديم العروض الخاصة والتسهيلات لزوار المعرض لإنجاح تنظيم بلادهم لهذا الحدث الكبير الذي استمر لعدة أشهر· عندنا الفنادق تعتبر الأمر الفرصة الذهبية لتحقيق أعلى المكاسب والأرباح من دون أن تتوقف أمام حقيقة أساسية في قواعد العمل السياحي والفندقي بأن السائح أو الزائر الذي يشعر بأنه تعرض لمبالغة في الأسعار كبدت ميزانيته فوق ما كان مقرراً، فلن يعود مرة ثانة لذلك المكان· أما مواسم الذروة السياحية، فتلك لها حساباتها أيضاً، ورغم تفاوت الأسعار مقارنة ببقية شهور السنة فإن المقاصد السياحية تعوضه بتقديم عروض إضافية ترضي الزوار حتى وإن كان كان هناك ارتفاع معقول في السعر الموسمي· ومن جديد، نحيي المبادرة التي أخدتها على عاتقها هيئة أبوظبي للسياحة بالتدخل لتنظيم أسعار الغرف الفندقية، ونتمنى أن تشمل كل الفعاليات والأحداث الكبيرة التي تحتضنها عاصمتنا الحبيبة·