التميز حالة تفوق الإنسان وتفرده وقدرته الفائقة على العطاء في مجال من مجالات الحياة.. وهو التحليق عالياً باتجاه فضاءات النجاح والظفر بمعصم الحياة، ومعانقة شغاف النجوم المتلألئة في سماء الأرض، والوقوف في صف الناجحين، والانحياز نحوهم عمل من أعمال التحضر الإنساني، وفعل من أفعال الرجال العظماء الذين تنجبهم الأرض ليكونوا سقياً ونهلاً للأوطان. وقرار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بمنح جائزة التميز لكل من يبدع ويسرع في إشهار قدرته على العطاء، بادرة تصب في خانة التفكير الصحيح في المكان الصحيح، في الزمن الملائم، من أجل تلاحم الجهود وتضافرها وتوافرها في تقديم أجود ما يملكه الإنسان من طاقات وقدرات ترفع من شأن الوطن وتعزه وتعزز قدراته على الاستمرار دائماً في الوقوف في مقدمة الصفوف. هذه الجائزة تجعل الإنسان في بلادنا أمام محك دقيق ومعيار لا يقبل القسمة على اثنين، فإما أن يكون أو لا يكون، والنجاح في تقديم أجود الخدمات الإبداعية هو المقياس، وهو المتراس، وهو الأساس في أي تقييم، ولا مجال لغيره. الإنسان في بلادنا كونه حظي بنعمة التقدير، أصبح أمامه خيار واحد ألا وهو المثابرة والمبادرة، وخوض معركة الحياة بأدوات إبداعية تصون ولا تخون، تمنح ولا تكبح، وتجود بجياد لا تجيد غير اقتحام المستحيل. ومرحلة السباق قد بدأت وأطلت أقمارها تملأ فضاء بلادنا بسناء المراحل المبهرة، وشمعة واحدة لا تكفي، ولا ثانية ولا ثالثة ولا عشر ولا مائة، نتمنى أن يكون كل إنسان يعيش على هذه الأرض يحمل شمعة الانتصار، والفوز دائماً بدرجات النجاح العالية في كل مجال من مجالات الإبداع. نتمنى أن يمضي هذا الوطن الكريم دائماً باتجاه الفرحة والنجاح والسعادة بما يقدمه الناس العازفون على وتر التألق والتأنق، والالتحاق بركب الحضارة الإنسانية. نتمنى أن نكون جميعاً صفاً رصيفاً حصيفاً، نعتني بمفردة التميز ونضع أهميتها في مقام اهتمامنا بمعيشتنا وحياتنا.. نتمنى أن نمضي مع الفكرة المباركة باتجاه مستقبل بلادنا ومصير شعبنا وحياته وتطلعاته وطموحاته وآماله وأمنياته، نتمنى أن نخوض معركة الحياة بأولويات نجاحه وأدوات تفوقها من أجل مجتمع نشأ على تحقيق النجاح، وتربى أهله على مواجهة صعاب الحياة بكل تفانٍ وبذل وجهد. نتمنى أن تكون جائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ساحة للعطاء وفسحة للإطلال على معطيات الحياة وما تقدمه شعوب الدنيا من منجزات حضارية وثقافية تخدم الإنسان وتؤكد وجوده وترسيخ معاني التلاقح الإنساني. نتمنى أن نمضي معاً في قطار الوطن في طريق سالك، لا تمنعنا شائبة ولا تصدنا خائبة في ظل هذا التشجيع الذي أصبح نهراً لا ينضب، ونهلاً لا يتقضب، والجميع يقع أمام المسؤولية الوطنية ولا حياد أبداً