قضى فريق برشلونة أنجح فريق في العالم لعام 2009 بيننا قرابة الأسبوع للمشاركة في بطولة العالم للأندية، دون أن يكلف أحدنا نفسه بالسؤال عن اسم مدير الفريق. وعلى الرغم من أهمية هذا المنصب “مدير الفريق” الذي يبذل أقصى الجهد لحل مشاكل اللاعبين خارج الملعب وتهيئة أفضل الظروف أمام الفريق ليكون في أحسن حالاته الفنية والنفسية والبدنية، إلا أنه يبقى “جندياً مجهولاً” يعمل خلف الستار، يهمه في المقام الأول خدمة الفريق، بعيداً عن أي بريق إعلامي. وعندما فاز برشلونة بـ “السداسية التاريخية” تركزت الأضواء على اللاعبين أولاً ثم على مدربهم الشاب جوارديولا ثم على رئيس النادي خوان لابورتا الذي يقف خلف تلك المنظومة الرائعة، دون أن يذكر أحد اسم مدير الفريق وهو ما يحدث في كل الفرق الكبيرة والشهيرة. فمدير الفريق مجرد موظف إداري يرتب كل أوراق الفريق خارج الملعب وفي المعسكرات، ودون أن يغضب من الإعلاميين لأنهم رصدوا آراء الجميع بعد الفوز دون أن يسألوه رأيه فيما قدمه الفريق خلال المباراة، والأهم من ذلك أنه لا يظهر إطلاقاً في الصورة أثناء المباراة، حتى يخطف الأضواء من المدرب. إنها منظومة مختلفة تماماً، لأن كل شخص يدرك طبيعة دوره جيداً، دون تقاطع مع أدوار الآخرين، وبالطبع فإنه إزاء ذلك يصبح تدخل الإداري في عمل المدرب، سواء عند وضع التشكيلة أو في استبدال اللاعبين خلال المباراة أشبه بـ “خرق النظام” والخروج عن “القاعدة”! ونأمل أن يأتي اليوم الذي يؤدي فيه إداري الفريق في دوري الإمارات دوره، دون أن يتقدم للمنطقة الفنية ليقوم بدور المدرب، ودون أن يغازل الكاميرا طوال فترة جلوسه مع الجهازين الفني والإداري على مقعد البدلاء، ودون أن يدلي بآراء لوسائل الإعلام توحي بأن مدير الفريق هو الآمر االناهي وأنه يفهم في الأمور الفنية أكثر من المدرب نفسه! بعد فوز برشلونة بـ “السداسية التاريخية” لم يخرج مدير الفريق بتصريح يهدي فيه الإنجاز الكبير لـ “خوان لابورتا” رئيس النادي! صعد فريق الإمارات لنصف نهائي مسابقة الكأس، بعد أن تفوق على فريق عجمان منذ الدقيقة 14 لمباراتهما في دور الثمانية، ليواصل الأخضر مشواره بالمسابقة، ولتنهي المغامرة “البرتقالية” عند حاجز دور الثمانية. وما حدث في تلك المباراة يؤكد ما ذهبنا إليه من أن تذبذب المستوى بات سمة أساسية للفرق الإماراتية، ففريق عجمان لم يكسب مباراة واحدة في الدوري بل خسر 9 مباريات متتالية احتل بها المركز الأخير منذ انطلاق المسابقة حتى الآن، بينما لم يكسب في مسابقة الكأس سوى مباراة واحدة تلك التي جمعته بفريق العين “حامل اللقب” في دور الـ 16، بينما نجح فريق الإمارات الذي يحتل المركز قبل الأخير في الدوري برصيد فوزين فقط من الوصول إلى المربع الذهبي لمسابقة الكأس. إنه موسم الغرائب والعجائب.. والتقلبات والمفارقات