وصلنا اليوم إلى المحطة الثالثة في تصفيات كأس العالم، وهي المحطة التي يعلم الجميع أن نتيجتها ستحدد مسار منتخبنا بشكل قد يكون نهائياً في المنافسة بعد أن أصبحت كوريا محطة مفترق طرق· تحقيق نتيجة إيجابية أمام الكوريين من شأنه أن يعيد رسم ملامح مشاركتنا في التصفيات، والأهم من ذلك أنها ستساهم في تجديد بصيص الأمل المتبقي في الاقتراب من دائرة المنافسة في المجموعة، وستقدم جرعه من الثقة أعتقد أن المنتخب في أمسّ الحاجة إليها من أجل امتلاك الدافع على المواصلة في الجولات القادمة· والخسارة ستكون أشبه برصاصة الرحمة؛ لأنها ستعني نهاية أي حلم أو أمل في العودة والمنافسة مرة أخرى ولو اقتصر ذلك على البطاقة الثالثة، وهي البطاقة التي يحدونا الأمل في الاقتراب منها على ضوء الحسابات الحالية التي تحكمنا؛ لأن الكل يعلم استحالة تعويض ثلاث خسائر متتالية· لا نريد أن نطلق الأحلام ونزين الواقع، حسابات المنتخب صعبه للغاية والصورة التي ظهر بها في مباراة اليابان لا تبعث كثيراً على التفاؤل، لكن في المقابل ماذا نملك غير التمسك بالأمل؟! الأيام الماضية أكدت أن كل شيء ممكن في الكرة، وخير دليل على ذلك المعجزة التي حصلت للناشئين، من منتخب يستعد للعودة إلى الإمارات وقبلها تذوق خسارة مرة بــ''نصف درزن'' إلى منتخب متأهل إلى نهائيات كأس العالم· نعرف أن المعجزات لا تتكرر كثيراً ولا يوجد رابط بين ما حصل لمنتخب الناشئين في نهائيات كأس آسيا المؤهلة إلى كأس العالم وبين وضع المنتخب الأول خاصة أنه على هذا المستوى لا توجد اختبارات حزة يمكن أن نستفيد منها! لكنّ هناك درساً نستقيه من منتخب الناشئين بأن من يبحث عن النجاح عليه أن يعرف كيف يستغل الفرص التي تتاح أمامه ولا يفرط فيها، وهذه النقطة على وجه التحديد أكثر ما يحسب للأبيض الصغير بأنه عرف كيف يستغل الفرصة عندما جاءته، لذلك حوّل مشاركته من ليل إلى نهار· في سيئول اليوم الفرصة ما تزال متاحة أمام المنتخب في إعادة تحديد مساره في التصفيات، فهل سيحسن التعامل مع فرصته الأخيرة؟ دعونا نأمل ذلك· آخر همسة: بعد فضل الله، فإن اتباع الوسائل المشروعة والابتعاد عن التلاعب بالأعمار ومحاولة التزوير كانت السبب الرئيسي الذي ساعد منتخب الناشئين على الوصول إلى كأس العالم، طريق الصدق يوصل صاحبه إلى النجاح وطريق التلاعب نتائجه وخيمة·