هي مباراة مختلفة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى· مباراة منتخبنا الوطني مع نظيره الكوري الجنوبي المقامة ظهر اليوم بسيؤول في الجولة الثالثة من التصفيات الحاسمة المؤهلة لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010 مختلفة لأنها فارقة·· فبعد نهايتها إما أن نكون أو لانكون· نكون بالفوز والانتصار لأنه يعيدنا مرة أخرى للمنافسة ، لاسيما أننا خسرنا أول جولتين من كوريا الشمالية ومن السعودية في مشهدين غريبين للغاية حيث خسرنا المباراتين على ملعبنا وبين جماهيرنا في ظرف أربعة أيام فقط! ونكون أيضا بالتعادل فهو أفضل من لاشيء أولاً، ثم إنه من ناحية أخرى يبقي لنا على شعرة معاوية من أجل ضمان نسبة كبيرة من المنافسة على بطاقة المركز الثالث·· في حالة ضياع فرصة التأهل المباشر بالبطاقتين الأولى والثانية· وإذا كنا نريد الفوز أو التعادل فلا بد من حدوث أشياء كثيرة من بينها تحديداً ثلاثة أشياء هي الشجاعة والروح القتالية والمغامرة· الشجاعة لأنه لافوز لخائف! والروح القتالية لأننا نفتقدها كثيراً ربما لا إرادياً، ومن أجل ذلك كانت هناك حاجة ملحة لتواجد الاختصاصي النفسي·· وأنا هنا لا ألوم كل اللاعبين·· فهناك من يقاتلون في الملعب وهل لأي شخص يستطيع أن يقول إن إسماعيل لا يقاتل مع المنتخب أو محمد عمر مثلاً لا يقاتل مع النصر حالياً! نحن نريدها حالة جماعية وأسلوب حياة في كل أوقات المباراة وبخاصة إذا مني مرمانا بهدف·· واسمحوا لي أن أضع خطاً تحت كلمة إذا مني مرمانا بهدف! أما العنصر المهم الثالث الذي أراه ضرورياً لتحقيق هدفنا من مباراة اليوم فهو المغامرة·· وقد يقول قائل أي مغامرة ··هل تريدنا أن نهاجم بلاهوادة فتنفتح الدفاعات ونخسر في النهاية ربما بنتيجة كبيرة ؟! ولأصحاب هذا الرأي أقول إن المغامرة ليس معناها أن نندفع بشكل عبيط ناحية الهجوم ونترك دفاعنا·· لكن المقصود أن نزرع في داخل اللاعبين الثقة بإمكانية التسجيل في الفريق الكوري·· وأن لانلعب على نتيجة الخروج متعادلين بل للأهداف ··فأنا شخصياً أخشى جداً التفكير بهذه الطريقة لأنها غالباً ما تنتهي على عكس مانتمنى·· المغامرة معناها أن لا نستكين ولا نحبط لمجرد دخول هدف في مرمانا·· بل في حال حدوث ذلك علينا ان نستجمع قوانا من جديد وأن نقاتل من أجل تعويض الهدف وما تحسبه مستحيلاً أو صعباً ربما لا يأتي أسهل منه·· ولعلكم تعرفون أن هذه الميزة هي أهم مايميز المنتخب السعودي الشقيق الذي لطالما حول الخسارة إلى فوز وكان آخر ذلك معنا·· فقد سبقناه بهدف في الشوط الأول فإذا به يستبدل الهدف بهدفين في الشوط الثاني· كلمات أخيرة كنت متعاطفاً مع جمال بوهندي مدير منتخب الناشئين حتى قبل التأهل لنهائيات كأس العالم لسبب بسيط هو أنه من أفضل الكفاءات الإدارية العاملة في مجال المنتخبات الوطنية·· والخطأ الإداري الذي وقع فيه ماكان يجب أن يدفعنا لنسف القضية نسفا··''ومن كان منكم بلا خطأ···'' من الإنصاف أن نشيد بالمدرب الوطني على إبراهيم قائد الملحمة البطولية التي أعادت منتخب الناشئين من الشارع إلى الملعب أمام منتخب أستراليا إلى نيجيريا حيث تجرى نهائيات كأس العالم في السنة القادمة·· فالإنجاز حقيقي ووراءه''تيم ورك'' يبدأ برئيس البعثة سليم الشامسي مروراً بالإداري جمال بوهندي وبالمدرب الكفء علي إبراهيم وانتهاء بأبطال الملحمة اللاعبين الذين ظلمناهم وإذا كان من يلوم الإعلام فنرجو المعذرة فما حدث كان يفوق كل التوقعات! نحن ننتظر الكبار ظهر اليوم·· فكل شيء بالعزيمة ممكن واسألوا الصغار وقولوا يارب·