دق البعض رقصة زار مدوية في الوسط الرياضي منذ أكثر من أسبوع ، فقامت الدنيا ولم تقعد ، وصارت أسماء بعض لاعبينا أكثر أسطورية من أسماء مثل زيدان ورونالدينو ومارادونا ، لكن الشهرة هنا ليست شهرة نبوغ وتفوق بقدر ما هي شهرة تدهور ليس لها مثيل ان صح ما قيل وما تم تداوله حول الشعوذه و'' السويات'' التي قيل بأن البعض متورط فيها، هذه ليست كل الحكاية ، فبعد أن اجتاح تسونامي الازمة المالية العالم وأطاح بأعتى البورصات والاقتصادات ،واصطبغت الشاشات بالأحمر والخسائر عندنا تراجع حديث الشعوذة في الملاعب الاماراتية للمرتبة العاشرة ربما ، ولم يعد أحد يتحدث عن حقيقة الحكاية ، وتداعياتها وما آل إليه أمر المتهمين فيها ؟ فهل انتهت القضية فعلا ؟ أمر مهم علينا أن نعيه جيدا من درس شعوذة الرياضة ان جاز التعبير ، وهو أن كثيرين وكثيرات يلجأون للشعوذة كما نسمع للسبب نفسه وهو ضمان المكانة والمصالح والحد من تفوق فلان والفوز على علان ، دون جهد أو تعب ، هذا يحدث في بعض بيئات العمل التي يشتد فيها التنافس وتكون فيها الامتيازات والمرتبات خيالية جدا ، وهنا فنحن نتحدث عن انحدار في منسوب القيم وتدني لسقف الاخلاق بشكل مذهل ،برغم كل هذا التطور والتنمية التي نشهدها ومع ثورة التكنولوجيا والمعلوماتية التي تأخذ الامارات بأقوى وسائلها وأدواتها ،إذن أين المشكلة ؟ وهل هي مرشحة للتنامي والانتشار في صفوف الشـــباب للأسف أم أنها حالات فردية لا يجب أن نقلـــق حيالها أبدا ؟ الذين يؤمنون بأن الغاية تبرر الوسيلة كثر في كل الدنيا ، وهؤلاء أخطر ما يقوض البنيان في كل مكان ، إن الازمة التي شهدها الوسط الرياضي بهذا الخصوص مؤخرا جعلت البعض يطرح سؤالا فضفاضا ومربكا : هل وصلنا لهذه الدرجة من انعدام الاخلاق نحن الذين نكرر صباح مساء ان الرياضة أخلاق قبل كل شئ ؟ فإذا تعدت القضية ساحات الملاعب الى مؤسسات أخرى فماذا سنقول ، هل سنتحدث عن : أزمة قيم أم أزمة أخلاق ؟ أم عن ضريبة التطور السريع ؟ أم عن ماذا بالضبط ؟ الغريب أن بعض الاعمال الدرامية الخليجية عرضت علينا مؤخرا عملا في رمضان وآخر يجري عرضه حاليا حول السحر والشعوذة وبتفاصيل دقيقة ، ياترى ما ضرورة عرض مثل هذه الاعمال المقززة ؟ ولماذا الآن تحديدا ؟ و مع أن هذه الامور التي لا تدل سوى عن انحراف وشرور وانعدام الوازع الديني موجودة منذ أزمنة سحيقة ، لكن حسب الانسان لوهلة أن العلم والرفاه وحياة المؤسسات وتقدم العلم والطب وشيوع الحريات والانحياز للقانون واندثار الجهل والأمية قد تكفلت بطمس آثارها وسطوتها على نفوس الناس فما الذي قاد مجددا لازدهار الفكرة الخبيثة ، وسيطرتها على المشهد الاعلامي ؟ يحتاج الأمر الى وقفة وعي و الى قبضة من حديد في محاربة هذا التوجه الخبيث والمقزز والمرعب جدا ، هذا دور مناهج التعليم والاعلام ورجال الدين وخطباء المساجد وموجهي الرأي العام ·· فالصمت هنا ليس في مصلحة أحد! ayya-222@hotmail.com