ماحدث لمنتخب الناشئين الإماراتي يصلح بالفعل لأن يكون فصلاً متكاملاً في رواية ألف ليلة وليلة·· فقد صعد إلى نهائيات كأس العالم· المنتخب الذي كان في طريقه للمطار لكي يعود للبلاد غير وجهته إلى ملعب البطولة بقرار من اللجنة المنظمة للبطولة·· ولأن القصة طويلة وأصبحت حديث الناس فلن أعود إليها لكني سأتوقف كثيرا عند المباراة التي لعبها المنتخب ضد أستراليا·· ويحضرني ماهو آت: أولا: أن المنتخب الأسترالي أخذ درس عمره ولا أعتقد أن هناك ماهو أقسى من هذا الدرس في التعامل مع المنافسات الرياضة عامة وكرة القدم خاصة ··أصدقاؤنا الأستراليون تقدموا بشكوى مثيلة بالشكوى الإماراتية ضد حالة تزويرفي أعمار أحد اللاعبين وكان تضامنهم معنا يعني أنهم استسهلونا·· وكان لسان حالهم·· نلاقي الفريق الإماراتي الذي خسر بنصف درزن من اليابان أسهل كثيراً من المنتخب اليمني المشاغب والمتحمس! وإذا باللجنة المنظمة التي رفضت احتجاج الإمارات تعيد النظر في الأمر بعد التضامن الأسترالي معنا وبعد إصرارنا عن طريق الاستئناف·· وفي الوقت الذي نزلوا فيه الملعب وكأنهم في نزهة وجدوا فريقاً آخر أشد شراسة وقوة وكانت النتيجة فوز إماراتي وخيبة أمل أسترالية ودرس غال جداً في رفض كل معاني التكبر الكروي أو الاعتقاد في نظرية هذا سهل وهذا صعب·· فلقد أكدت كرة القدم من جديد أنها ليست على''مزاج حد'' وانها لاتعطي إلا من يعطيها ولا تحترم إلا من يحترمها· ثانيا: أن الأبيض الصغير وبصرف النظر عن حكاية ألف ليلة وليلة أو حدوتة الشاطر حسن جاءته فرصة فاستغلها على أحسن ما يكون·· ويجب أن ننظر للموضوع نظرة أنصاف لهؤلاء اللاعبين الذين قدموا مباراة أمام أستراليا من أفضل مباريات البطولة·· وقاتلوا حتى النفس الأخير وتمكنوا من تسجيل هدف الفوز الثالث في آخر ثانية من عمر المباراة والذي يسترجع الثوان التي سبقت الهدف وطريقة تسجيله سيشعر على الفور مدى العزيمة ومدى الإصرار ومدى الرغبة في التسجيل والرغبة في الفوز·· وتحقق لهم بالفعل ماأرادوا وكسبوا التحدي والفرصة التي لاحت لهم من الباب الضيق جدا·· إنه درس بليغ وفوز جدير ومستحق رغم كل المعاني الدراماتيكية التي أحاطت بالموضوع من الأول للآخر! ثالثا: أقولها وكلي أمل''الفال لكم يالكبار'' فلقد كان الصغار كبارا في قبول التحدي وفي الإرادة القوية التي لا تلين وفي الروح القتالية العالية التي أدوا بها مباراة أستراليا·· وما أحوج المنتخب الأول لهذا الدرس الجميل الذي لم يقدمه لنا حد غريب بل قدمه أولادنا الإماراتيون الصغار في أعمارهم الكبار بتحديهم وإرادتهم· آخر الكلام للكبار فقط أقول هذه هي كرة القدم لعبة مفاجآت كما أنها لعبة تحد وروح قتالية·· لعبة ليس فيها كبيرا وكل شي فيها ممكن وقابل للحدوث·· وكما يقول المثل العربي'' خذوا فالكم من عيالكم''