محاكمة الرجل المتهم باغتصاب وقتل الطفل الباكستاني صبيحة عيد الاضحى المنصرم بشكل علني ونقل بعض وقائعها عبر نشرة اخبار الإمارات، ومطالبة النيابة وأولياء الدم بإعدامه معطيات قانونية ضرورية ومهمة للمجتمع كي لا يفتقد أطفاله متعة الخروج من المنزل من أجل اللعب في الأزقة والشوارع مع أبناء جيرانهم كما يفعل كل أطفال العالم، فحيث تسرح هذه الذئاب البشرية لا أمن ولا أمان لهؤلاء الصغار، وعليه فلا رحمة لأمثالهم حتى يختفي آخر مجرم، إن أمكن تحقيق هذا الهدف بتوقيع أقصى العقوبات المحددة في قانون العقوبات عندنا. بعد اعترافه بجرمه الفادح طالب المحكمة بأن ترحمه فقد كان فاقد الوعي والسيطرة على تصرفاته بحكم أنه كان في حالة سكر شديدة، وهذا أدعى لتغليظ العقوبة وليس تخفيفها، فرجل محصن في الثلاثين من عمره، يقوم بكامل وعيه باستدراج طفل في الخامسة من عمره صبيحة عيد الاضحى المبارك وهو يوم عظيم من أيام الله المباركة، لينفرد به وليرتكب في حق براءته وطهره أبشع جريمة يمكن لإنسان أن يرتكبها في حق طفل، ثم لا يكتفي بذلك بل يقوم بخنقه حتى الموت، ثم يتركه بعد أن أزهق روحه ليولي هاربا بفعلته الفظيعة !! الجريمة ليست عادية، وهي ليست جريمة شخص مختل نفسيا ضد طفل وضد عائلة، إنها في الحقيقة جريمة ضد المجتمع بأكمله فمن قتل نفسا فكأنه قتل الناس جميعا، هكذا يقول الله سبحانه في كتابه الكريم، وان الدموع التي انهمرت من عيني والدته ووالده قد انهمرت من عيون الكثيرين وهم يتصورون صغارهم مكان هذا الطفل، ويالله من تصور مرعب.. الصورة باختصار: رجل ثلاثيني يقوم باغتصاب طفل في الخامسة من عمره، ومتى ؟ صبيحة العيد والناس ضحى يلعبون ويمرحون ويهنأون بالعيد .. ثم يتحدث البعض عن رحمة وغفران .. !! ستظل الطفلة ليلى التي قتلها ذئب بشري كان يعمل في أحد المخابز، أيقونة لا يمكن أن ينساها أهل الامارات أبدا خاصة أولئك الذين عايشوا تفاصيل الجريمة البشعة التي راحت تلك الصغيرة ذات الثمانية أعوام ضحيتها في سنوات الثمانينيات حين اختطفها مجرم آسيوي واغتصبها ثم قتلها وقطع جثتها وعبأها في أكياس القمامة وألقاها في مكان ما، لتظل ملابسات القضية غامضة بعض الزمن حتى انجلت الحقيقة سريعا ونال المجرم عقابه إعداما مستحقا أمام الجميع، يومها ضجت الامارات من أقصاها الى أقصاها فقد كانت الجريمة بشعة بكل المقاييس وكانت أول جريمة من هذا النوع، كما كانت ناقوسا حقيقيا قرع بشدة وصم آذان الجميع بشأن جرائم العزاب الاسيويين الذين كانوا يملؤون الأحياء ويشكلون قنابل موقوتة مزروعة تحت أقدامنا وذئابا بشرية تتحرك بيننا. لقد نبهت تلك الجريمة السلطات والمجتمع الى ضرورة اتخاذ اجراءات وقائية فيما يتعلق بإبعاد العزاب عن الاحياء السكنية، ونبهت أولياء الامور الى ضرورة أخذ الحيطة والحذر حيال تحركات صغارهم، ومع ذلك نفاجأ بين حين وآخر بجرائم اغتصاب الاطفال بسبب اهمال الاسر وتواجد الغرباء مع الابناء بشكل دائم وتلك الثقة التي نمنحها لكل من لا يستحقها ابتداء بالخادمة والطباخ والسائق وعامل البقالة و.... ، إننا كأسر نحتاج لتوعية حقيقية ولتربية حقوقية نعرف من خلالها كيف نحافظ على هؤلاء الصغار ونحميهم من إهمالنا ومن هؤلاء المجرمين.