لعل أهم درس تقدمه لنا تجربة اليابان الماضية بأن المنتخب بدون أن يتسلح بالثقة بالنفس ويؤمن بقدراته على العودة في المنافسة في التصفيات من جديد فإنه لن يتمكن من فعل شيء في المرحلة القادمة· الوضع العام للمنتخب بعد التجربة اليابانية لا يطمئن في وقت يدرك فيه الجميع مدى ضعف فرصتنا في المنافسة ومدى حاجتنا إلى معجزة في المباراة القادمة من أجل المساعدة على التمسك ببصيص الأمل المتبقي· وللأسف في تجربة اليابان شاهدنا الأبيض في واحدة من أقل حالاته ·· حتى في المباريات التي خسرناها في التصفيات أمام كوريا الشمالية في البداية وبعد ذلك أمام السعودية، لم يكن المنتخب على تلك الدرجة العالية من الاستسلام والتراجع· لا يوجد تفسير لعدم القدرة على مجاراة المنافس وتركه يفعل ما يحلو له في أرض الملعب غير تفسير واحد، وهو أن الثقة في مجاراته وإمكانية التفوق عليه كانت معدومة في نفوس اللاعبين، وقد تكون هناك أسباب أخرى، لكن في كل الأحوال ما يهم الآن هو أن يجد اللاعبون حلا للخروج من حالة انعدام الوزن التي يمر بها المنتخب وفي أسرع وقت قبل مواجهة كوريا· أهم ما يحتاج إليه المنتخب في هذه الفترة هو المزيد من الثقة بالنفس، وبأننا نملك القدرة على مواجهة منتخبات مثل كوريا وغيرها والتفوق عليها، وقد يختلف معي البعض في هذا الطرح من منطلق أننا اعتدنا أن نخسر باستمرار عند مواجهة منتخبات شرق آسيا القوية، وما حصل في تجربة اليابان الماضية لم يخرج عن إطار السيناريو الذي اعتدنا على معايشته· في هذا الحديث الكثير من الصحة، لكنه في نفس الوقت يمثل مربط الفرس في القضية، مشكلتنا بشكل عام تكمن في إننا نسلم بعدم القدرة على التفوق على منتخبات مثل كوريا واليابان قبل أن نواجهها، وهذا أحد الأسباب الرئيسية التي تدفعنا للخسارة باستمرار أمامهم· دائما ما نسهل من مهمتهم ونصعب من مهمتنا، وإذا استمرت هذه الحسبة السلبية مسيطرة على نفوس اللاعبين فإن علينا أن نغسل أيدينا من مباراة كوريا، لأننا في هذه الحالة نكون قد كتبنا شـــهادة خـــسارتنا من دون أن ندري ومن قبل أن تبدأ المباراة !· كوريا منتخب قوي مثل اليابان ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، لكنه شأن أي منتخب آخر تستطيع أن تعطي وتأخذ معه بشرط أن تكون واثقا من نفسك وقدراتك على فعل ذلك·