اختتمت يوم أمس الأول فعاليات معرض''سيتى سكيب دبي''، والذي يعد مع نظيره في أبوظبي أحد أكبر المعارض العقارية على مستوى المنطقة· الاقبال على المعرض وحجم المشاركة ومستوى المشروعات المعلن عنها تؤكد متانة الاقتصاد وقوة قطاع العقارات على الرغم من الأزمة المالية التي تعصف بالعالم ونالت من القطاع العقاري تحديدا في الخارج· من زار المعرض كان كمن يقرأ أحلاما مدونة على الورق، وهو يسمع عن مشروعات هي أقرب إلى الخيال، كانت هناك مجسمات لأبراج متراقصة، وأخرى ذات أشكال هندسية غريبة تعبر عن ''شطط معماري'' يتكلف عشرات المليارات من الدولارات· ومن هذه المشروعات مشروع على شكل هرم، قيل إنه سيكون أكبر بأكثر من مئة ضعف هرم خوفو أكبر أهرامات مصر، ويقع على مساحة تقدر بأربعمائة مليون قدم، ويصل عدد طوابقه الى300 طابق، وضلع الهرم يمتد طوله 23 كيلومترا، وقد تم تصميم الهرم المدينة ليستوعب مليون نسمة· وقيل إن الشركة ذاتها ستقوم بإنجاز مشروع هرم صغير يسع لنحو 350 ألف نسمة، ويتكلف 25 مليار دولار· وهناك مشروع برج مصمم على شكل جهاز ''آي بود'' وأبراج أخرى لولبية و أخرى تلتف حول نفسها· كما شهد معرض هذا العام قرب إطلاق مشروع عقاري أكثر فخامة وفاخر للغاية، وأسعار الفلل فيه تتراوح ما بين 35-85 مليون درهم في المنتجع الذي سيقام على جزيرة يتم الوصول إليها باليخوت أو الطائرات المروحية· مسؤول في الشركة المنظمة قال إن المعرض يعد بوابة لبعض أغنى المستثمرين العقاريين في العالم إلى الأسواق الإقليمية· معرض هذا العام لم يشهد عمليات بيع مباشرة للجمهور، بعد أن أغلقت الشركة المنظمة هذا الباب، وقالت إن المعرض ''ليس حدثا لتجار التجزئة، حيث يأتي الناس إليه لشراء عقارات فردية، بل هو ملتقى دولي لرجال الأعمال''· وهذه الخطوة قضت على ظهور نوعية من السماسرة والمضاربين الذين كانوا وراء طوابير الازدحام والاكتظاظ والحجوزات الوهمية التي كانت تتم في المعارض السابقة· وما بين النظرة للمعرض على أنه منفذ لتجارة التجزئة أو ملتقى دولي لكبار المستثمرين، يقف حائرين أصحاب أحلام على الورق بامتلاك بيت يضمهم، بعد كل هذه السنوات من الكد والتعب· ففي هذه المعارض يلاحظ المرء غياب مشروعات الإسكان المتوسط سواء للسكن الشخصي أو لغايات الاستثمار· شركات التطوير العقاري مدعوة للاهتمام بمشروعات الإسكان المتوسط، وعدم التركيز فقط على مشاريع الإسكان الفاخر والمنتجعات الفخمة· وحتى هذه الأبراح غرائبية الأشكال والتصاميم والأحجام هي في الأخير من نوع الإسكان الفاخر بعد أن سمعنا أن أسعار بعض شققها تصل إلى ثلاثة ملايين دولار· بخلاف أن التصاميم الغريبة تزيد من تكاليف البناء والصيانة· ونحن عندما ندعو إلى مشروعات الإسكان المتوسط فإنما ندعو المطورين الرئيسيين للإسهام في هذا الجانب بمشروعات جادة، بعيدا عن أولئك المطورين الذين لا يختلفون عن الذين يظهرون في الأفلام العربية ممن يجمعون ''بيزات'' خلق الله، وبعدها يدخلونهم في دوامة التسويف والمماطلة·