لا أخفيكم سراً أنني كنت مرعوباً من تجربة المنتخب مع اليابان في هذا التوقيت الصعب والحساس، فالتجربة في حد ذاتها قاسية لأنها مع المنتخب الياباني، وتقام على أرضه وبين جماهيره واليابانيون أشبه بالإنجليز لا يعرفون ''الغشمرة'' نعم لا يفرقون بين ماهو رسمي وبين ماهو ودي، والتجربة هي أول مبارة تأتينا بعد أن تركنا طيب الذكر الكابتن ميتسو ذاهباً إلى إخواننا في قطر لكي يبدأ تحدياً جديداً بعد أن رأى أن صلاحيتنا في مسائل التحدي والذي منه قد انتهت، هكذا قالها جهاراً نهاراً ورحل! نعم كانت كل المعطيات أمامنا تجعلنا في حالة رعب من التجربة اليابانية ومن حدوث نتيجة كبيرة من الممكن أن تقضي عليك قبل مباراة كوريا التي تعتبر مفصلية بالنسبة لنا، فهي إما تعيدنا مرة أخرى للمنافسة على أي فرصة حتى لو كانت فرصة المركز الثالث وإما تذهب بنا أدراج الرياح وتجعل ماتبقى من مباريات بمثابة عقاب في غاية القسوة· فما أصعب أن تلعب في منافسة ولفترة طويلة دون أي أمل وأن يكون وجودك بمثابة ''كوبري'' يمر منه الآخرون من أجل تحقيق آمالهم وطموحاتهم!''اللهم إحفظنا ونجنا من هذا الهم''!! نحمد الله إذن أن مباراة اليابان عدت على خير فلم نتلق هزيمة كبيرة فحسب بل نحن لم نخسر بل تعادلنا بهدف إسماعيل الحمادي اللاعب الشجاع الذي سجل من أول لمسة بعد نزوله مباشرة في الشوط الثاني· وإذا كان هناك من سيقول لنا إن النتائج في المباريات الودية لاتهمنا سنقول له ''الله يخليك سيبنا في حالنا'' فهي تهمنا جدا من الآن فصاعدا ونحن سعداء جدا بهذا التعادل رغم السيطرة الميدانية شبه المطلقه للفريق الياباني على مدار الشوطين بخاصة في الشوط الثاني· نحن سعداء لأننا حاولنا جاهدين الثبات في وجه الفريق الياباني القوي والمتحرك والذي ساندته الجماهير دون أن يتوقف هديرها ولو للحظة واحدة وهذا درس آخر مستفاد للفريق ولجماهيره· للفريق الإماراتي حتى نعرف كما قلت قبل ذلك أن الذي كان يوهمنا أن الفرق هائل بين الودي والرسمي كان يضحك علينا ويكذب علينا أيضا!! أما بالنسبة للجماهير حتى تعرف هي الأخرى أن وجودها كمساند ومشجع لا يجب أن يقتصر على المباريات الرسمية فقط· بل هناك جماهير مولعة بحضور التدريبات كما يحدث في مصر لاسيما في تدريبات الأهلي والزمالك· التجربة اليابانية كانت مفيدة ومشجعة للغاية بكل مافيها من سلبيات دفاعية وندرة هجومية وإيجابيات الروح العالية المفتقدة غالبا والعائدة بشكل ملحوظ أمام اليابان· والإيجابية الأهم هي أننا علمنا أن أمر تحقيق نتيجة إيجابية مع كوريا لايبدو أمرا مستحيلا على الإطلاق! آخر الكلام أرجو أن نقدر الظروف وأن لا نتحول إلى جلادين· كل همنا هو النقد والشماتة والغضب!· المنتخب حاول بكل جهده في ظرف صعب للغاية وأرجو أن تستمر المحاولة أمام كوريا مع الاستفادة قدر الإمكان من التجربة اليابانية بحلوها ومرها·