كشف عام 2009 الذي يستعد لطي آخر صفحاته مستوى الفرق الإماراتية من خلال حالتين محددتين، الأولى بطولة دوري أبطال آسيا التي شاركنا فيها بأربعة فرق هي الأهلي والجزيرة والشباب والشارقة. والثانية بطولة أندية العالم "أبوظبي 2009" التي مثلنا فيها الفريق الأهلاوي بصفته بطل النسخة الأولى لدوري المحترفين، والنتيجة في الحالتين كانت صفراً كبيراً، حيث لم تتجاوز الأندية الأربعة حاجز الدور الأول الآسيوي، ناهيك عن انسحاب الشارقة في منتصف الطريق، بينما احتل كل من الأهلي والشباب المركز الأخير في مجموعتيهما، وجاء الجزيرة، الذي قدم أفضل العروض قياساً بالثالوث الآخر، في المركز الثالث في مجموعته بعد الاتحاد السعودي وأم صلال القطري. وفي بطولة أندية العالم، كان ظهور الكرة الإماراتية لأول مرة في تلك البطولة أشبه بـ "مرور عابر"، حيث لم يترك الأهلي أي بصمة واحتل المركز الأخير بعد أن كان الفريق الوحيد الذي لعب مباراة وحيدة في البطولة، وهو الوحيد الذي لم يسجل أي هدف خلال المونديال! ونحن هنا لسنا بصدد "جلد الذات" بل نهدف الى "تشخيص حالة" فرضت نفسها في العام الحالي، فبعد مساعٍ حثيثة لضمان مشاركة 4 فرق إماراتية في دوري أبطال آسيا، جاءت النتائج مخيبة للآمال، بعد أن رفعت بعض الأندية المشاركة شعار الوصول لـ "مونديال الأندية" عن طريق الدوري أيسر وأكثر سهولة من الوصول لنفس البطولة عن طريق الفوز باللقب الآسيوي. وتكرر المشهد في الدوري، حيث شهدت المسابقة صراعاً ساخناً داخل الملعب وخارجه من أجل انتزاع اللقب الذي يمنح صاحبه فرصة تاريخية للعب مع أبطال قارات العالم. وعلى أرض الواقع، بات الوصول الى هذه المرحلة وتحقيق ذلك الطموح غاية وليس وسيلة لإثبات الذات ولتجسيد ما وصلت إليه الكرة الإماراتية من تطور. وشخصياً أرى أن ما حدث من شأنه أن يدق ناقوس الخطر إزاء مستوى مسابقة الدوري، فالتنافس الساخن لا يعني ارتفاع المستوى، بل يعكس تقارب المستوى، مما يخلق نوعاً من الإثارة لا علاقة له بارتفاع المستوى الفني للمسابقة، بدليل أنه عندما تواجه الفرق الإماراتية امتحاناً حقيقياً خارج الحدود، سرعان ما تكتشف الحقيقة وأن الدعاية الكبيرة التي حصلت عليها المسابقة لم تكن إلا بفضل التغطية الإعلامية الواسعة والتي تفرض أن نطرح أكثر من سؤال: - هل مستوى المسابقة يستحق كل تلك المساحات التي تخصصها الصحافة المحلية والتي تفوق العديد من الدوريات العالمية الشهيرة؟ وهل مستوى المسابقة يستحق كل المساحات الزمنية التي تقدمها قنواتنا الرياضية، قبل وأثناء وبعد كل مباراة، فضلاً عن برامج المساء والسهرة؟ - وسؤال ثالث: ألا يفرض ما قدمته الفرق الإماراتية في مشاركاتها الخارجية عام 2009 إعادة النظر في التغطية الإعلامية الموسعة لمسابقة دوري لم تقدم سوى فرق تنتهي مهمتها الخارجية.. قبل أن تبدأ؟ فإذا لم يكن الدوري وسيلة لتقديم فرق قادرة على المنافسة خارجياً، ولاعبين يشكلون منتخباً على مستوى الطموح، فما فائدة تلك المسابقة؟ إنها وقفة مع النفس، لإعادة ترتيب الأوراق، حتى لا يبدو الإعلام الرياضي كمن يروج لسلعة تفتقد معظم وسائل الإقناع، ولنمنح الدوري ما يستحقه فعلاً من تغطية إعلامية توازي ما يقدمه لجماهيره التي هجرت المدرجات، برغم كل المنشطات الإعلامية!