لأن الحدث لم يكن هيناً، فإن الكلمات لا تريد أن تبرحه. أتحدث ربما في كلمة أخيرة عن استضافتنا لكأس العالم للأندية.. والإصرار على العودة إليها رغم انتهائها من بضعة أيام شيء مهم للغاية يتمثل في تنظيمنا لهذه البطولة للمرة الثانية على التوالي في العام القادم.. والكلمة الأخيرة أوجزها في ثلاثة أشياء، أرجو أن تكون حاضرة في المرة الثانية وهي على النحو التالي: أولاً المشاركة الفاعلة من ممثل الإمارات في البطولة.. ولأننا لا ندري من سيكون، فهذا يرفع عنا الحرج، وإذا قال قائل أن هذا الكلام تردد كثيراً فإننا نردده مرة أخرى.. ومن الآن نقولها أن فكرة النجاح في التنظيم أصبحت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمدى فاعليتك في الملعب وليس فقط خارجه ومن غير المقبول في السنة القادمة تحديداً أن نشيد بالتنظيم المبهر وممثلنا يخرج من الدور التمهيدي أي قبل أن تبدأ البطولة!.. وإذا كان ذلك يبدو مقبولاً مع سنة أولى تنظيم فلن يكون كذلك مع سنة ثانية!. والأمر الذي لاشك فيه أن مسؤولية المشاركة الفعالة ليست مسؤولية اللجنة المنظمة ولا اتحاد كرة القدم بل مسؤولية الفريق المشارك.. الذي يجب عليه ألا يدخر وسعاً في تجهيز فريقه على أعلى مستوى من كافة النواحي.. ولست أدري أكون حالما وغير واقعي إذا قلت أنني أتمنى أن تشارك الإمارات في البطولة القادمة من خلال لقب بطل الأندية الآسيوية وليس بطل الدوري.. إذا قال قائل أنني أحلم، فأقول له ألم يتمكن العين من إحراز اللقب الآسيوي الكبير عام 2003 كأول فريق آسيوي يحقق هذا اللقب الغالي في ظل التسمية الجديدة للبطولة.. إذا كان الوضع كذلك فلم لا نحلم.. هل نحن نحلم بالمستحيل مثلاً. ثانياً وأتحدث في هذا الجانب عن غياب الإعلام التليفزيوني الإماراتي عن نقل هذه البطولة فضائياً.. إن ما حدث بصرف النظر عن أسبابه يبقى تجسيداً لوجود خطأ ما في المنظومة.. إذ أنه من غير المقبول أن أنجح في استضافة بطولة أندية العالم وهي استضافة رفيعة المستوى عالمياً وأفشل في نقلها تليفزيونياً.. هذا أمر غريب لا ينسجم مع مفهوم الترويج كأحد الأسباب المهمة جداً في استضافتنا للأحداث العالمية!. وفي هذا الجانب أقول أن المسؤولية لا تقع فقط على كاهل التليفزيونات، بل لابد أن تشارك اللجنة المنظمة في حل لهذه الإشكالية من الآن حتى لا يكون هناك خلل غير مقبول في المنظومة التنظيمية. ثالثاً، والأمر في هذه الجزئية بالطبع يمس الجانب الجماهيري للبطولة في مختلف أدوارها وليس فقط في دوريها قبل النهائي والنهائي كما حدث في النسخة الأولى.. ونحن ندرك أن الإقبال الجماهيري مسؤولية الجماهير ومدى إحساسها الوطني بالحدث العالمي في المقام الأول.. لكن المهم هنا أن أؤدي دوري على أكمل وجه مستفيداً من الأخطاء التي حدثت دون قصد في النسخة الأولى بما فيها الترويج الكافي وتعدد منافذ البيع وعدم الاتكال الكلي على الشركات والهيئات وظاهرة البيع الجماعي الوهمي.. إلى آخرة. آخر الكلام نحن بلا شك سعداء بالصورة التنظيمية التي كانت عليها النسخة الأولى من بطولة العالم.. لكن في البطولة القادمة لن يكون مقبولاً أن نقتنع بذلك دون نجاح في الملعب ونجاح في المدرجات وشاشة تلفزيونية حية ومواكبة وثرية كما تعودنا دائماً.