النصر الذي كان، هو بطل لم يقبل في يوم من الأيام أن يلعب الأدوار الثانوية ولا أن ينزوي في ركن من أركان التاريخ المهملة، فلم يتأسس هذا الكيان ليكون على الهامش بل ليصنع الحدث ويبدأ الكلام ويختمه، وعندما كان النصر يتحدث كان الجميع ينصت، فلهذا النادي مواقفه التاريخية التي لن ينساها أي شخص سبر غور الكرة الإماراتية ويعرف تاريخها جيدا، فطوال تاريخه كان له من اسمه نصيب وله في أيامنا هذه صرخات لا يسمع لها مجيب. هو العميد الذي تأسس في البداية ومن ثم تناثرت حوله بقية الأندية لتحذو حذوه وعندما قال قائل “عندما كانت الحرب العالمية الثانية مشتعلة في العالم كان النصراوية يمارسون كرة القدم” أضاف لها “منذ 25 عاما بينما الناس تحصد الألقاب زهد العميد فيها”، ليكتفي بما حققه في نفس المكان، والزمان ليس هذا الزمان. الريادة كانت للأزرق والأفكار التي يتم تداولها الآن على أنها جديدة وسابقة للعصر والأوان كانت تطبق قبل 30 عاما في نادي النصر، واليوم استأسد الجميع وتشكلت الألوان وبقي المشجع النصراوي يبكي على أزرقه الذي كان. لم تكن المشكلة في لوكا أبداً كما لن تكون في باكلسدورف الذي ستتم إقالته إذا لم يكن اليوم فغداً، وعندما قيل إن المشكلة في اللاعبين قام النصر باستبدال جلده أكثر من مرة وكنا كل يوم نصبح على وجوه متغيرة وهزيمة جديدة. لا تريد جماهير النصر وعودا ولا تطلب المستحيل وهي تعلم أن فريقها لا يمكن أن ينافس على الألقاب هذا الموسم ولا في الموسم القادم، ولكنها تريد حفنة أمل بأن هناك عملا مبنيا على خطط وأهداف موضوعة بعد عام أو ثلاثة أو خمسة، المهم إحساس وأمل بأن النصر في يوم ما سيصل. إذا أردتم حلا لمشاكل النصر عليكم أن تفتشوا بين أسوار النادي وفي غرفه وزواياه على من كانوا ضمن الفريق الذي حقق أمجاد الأزرق عام 1986 وموسم الحصاد النصراوي، فإذا وجدتموهم، ولن تجدوهم، بلغوهم أن النصر الذي كان بطل الأمس بات اليوم أسير الأحزان. راشد الزعابي ralzaabi@hotmail.com