تقوم دائرة النقل في أبوظبي بحملة واسعة لتشجيع الجمهور على المشاركة بآرائه ومقترحاته من أجل تطوير الخطة الشاملة للنقل في الإمارة· وهذه الخطوة تعكس نظرة الدائرة للجمهور باعتباره شريكاً أساسياً في الخدمة المتوخاة من دائرة مهمة وحيوية أنيط بها مهمة الارتقاء بخدمة النقل، داعية الجميع الى تحقيق الهدف، من أجل أن نتكاتف جميعاً لجعل أبوظبي - مدينتنا جميعاً- المكان الأفضل، ولكي تكون كذلك فهي تستحق منا بذل كل ما هو أفضل وأجمل· وعندما تستمزج الدائرة آراءنا، كجمهور فإنها تدعونا الى تقديم مقترحات تتعلق بتوجهها لتقديم خدمات نقل متنوعة، ولا تقتصر فقط على خدمة النقل بالحافلات التي قدمتها منذ اشهر مجاناً للجمهور، ونحن نقترب من انتهاء هذه المرحلة التجريبية الأولى· نتطلع مع الدائرة الى مرحلة نعتمد فيها على شبكة قوية ومتطورة من النقل العام، تشجعنا وتدفعنا للاعتماد والإقبال عليها، وتقلل من التنقل بالسيارات الخاصة، مما سيخفف من الاكتظاظ والازدحام على طرقنا· وهو الحال الذي يدفع المرء منا حالياً الى التفكير ألف مرة قبل المغامرة بالخروج الى قلب المدينة· وتسربت الينا مصطلحات الازدحام والتكدس المروري وساعات ما قبل وبعد وأثناء الذروة· كنا نسمع عن الازدحام والاكتظاظ المروري، وإذا به يصبح جزءاً من تفاصيل حياتنا اليومية، وبتنا نبحث عن طرق فرعية للابتعاد من الطرقات الرئيسية المكتظة والإشارات السريعة الاحمرار، ولتفادي احمرار الأعين التي تشتعل غضباً من قيام بعض السائقين بتجاوزات غير مقبولة· لقد فرض علينا الزحام نفسه، وبات علينا التعايش معه ريثما تؤتي أُكلها خطط تعمل على إنضاجها الجهات المختصة، ومنها هذا الجهد الذي تبذله اليوم دائرة النقل، ولكنه جهد سيظل محدوداً إن لم تتضافر وتتكامل معه جهود بقية الجهات المعنية· وهنا أورد ما يجري في بعض شوارعنا الرئيسية من توسعات، وتأثيرها للحد من الازدحام سيظل محدوداً وغير ملموس اذا ما استمر طوفان السيارات يغمر شوارعنا، وقد بلغ معدلات غير مسبوقة، وباتت الحلول المجزأة غير مجدية· اليوم ومع بدء العد التنازلي لانتهاء تجربة النقل المجاني بحافلات الدائرة، نأمل الاستفادة من إيجابياتها وتعزيزها بزيادة عدد الحافلات وتكثيف رحلاتها وشبكة المناطق التي تخدمها، وفي الوقت ذاته تفادي سلبيات المرحلة التشغيلية· نحن بحاجة الى نقل متنوع من شبكة واسعة للنقل بالحافلات، وأخرى كفؤة للنقل بسيارات الأجرة، ونقل عبر شبكة مستقبلية لمترو الأنفاق والقطارات من أجل تعزيز حلم نسعى له جميعاً بجعل ''مدينتنا جميعاً الأفضل''· دعوة دائرة النقل الجمهور لمشاركتها في التخطيط لمستقبل ما تقدم من خدمات، يؤسس لعهد جديد من التكامل والشفافية في الأداء بعيداً عن تلك النظرة الأحادية الجانب للجمهور· لذلك نحن مدعوون الى الالتفاف حول دعوة دائرة النقل والتفاعل معها من أجل تحقيق هدفنا جميعا بوجود ''وسائل نقل متنوعة مريحة ومتوفرة طوال الوقت وفق أرقى وأعلى المستويات العالمية في مجال النقل'' تتناسب مع ما تسعى اليه درة المدائن أبوظب