يعد آية الله حسين علي منتظري من أشد رجال الدين حماسة لإيران الثورة بالأمس، ومن أشدهم خصومة لإيران الثورة اليوم، بموته عن عمر يناهز الـ87 عاماً، أراح النظام الحاكم كسلطة تنفيذية، وأراح المرشد الأعلى كسلطة ثيوقراطية، ولكنه شكل طعنة للإصلاحيين، وحلفائه من طلاب الجامعات، ورجال الشارع، والمنادين بالتغيير. - ولد في مدينة نجف آباد القريبة من أصفهان عام 1922، ذهب إلى قم وعمره 13 عاما، وانضم للحوزة الدينية، وظل 10 أشهر دون أي مرتب، فقط نصف ريال كان يرسله إليه والده الفلاح، لم يكن يكفيه قوت اليوم، حاز على إجازة الاجتهاد وهو شاب، وانخرط بعدها في العمل السياسي السري. - حكم عليه بالإعدام في عهد الشاه عام 1975 ثم أطلق سراحه بعد ثلاث سنوات. - يعد مهندس الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، متزوج من أخت الخميني. - عينه الخميني نائباً للمرشد الأعلى، لكنه استقال اعتراضاً على الإعدامات السياسية العشوائية عام 1988. - يعد من أشد رجال الدين المنتقدين لولاية الفقيه التي يستمد منها النظام الحاكم في إيران شرعيته، الأمر الذي دفع آية الله الخميني لتجريده من كافة مناصبه وعزله عام 1989. - قتلت الاستخبارات الإيرانية اثنين من أولاده. - عام 1997 وبعد انتخاب خاتمي رئيسا للجمهورية ألقى منتظري خطبة شن فيها هجوماً على مبدأ ولاية الفقيه، وعلى صلاحيات مرشد الثورة الإسلامية آية الله خامنئي، وعلى شخص المرشد نفسه عندما شكك في مؤهلاته العلمية والإدارية. - برغم دوره البارز في الثورة الإيرانية، وحماسته لها، ووضع دستورها، إلا أنه وضع تحت الإقامة الجبرية لمدة 23 عاما في منزله بمدينة قم جنوب طهران خوفا من تأثيره السياسي على الشارع الإيراني، ثم ألغى هذا القرار عام 2003. - ظل يطالب بمبدأ الدفاع عن الحرية والعدالة، وحق المواطنة، والمحافظة على النهج الإسلامي للثورة، ودان “موت الناس الأبرياء” و”توقيف المطالبين بالحرية” و”المحاكمات الصورية غير الشرعية” للمعارضين، وملاحقتهم وتصفيتهم جسدياً. - نزعت وكالة الأنباء الرسمية (ايرنا) ووكالة فارس للأنباء شبه الرسمية لقب “آية الله العظمى” عن منتظري في نبأ وفاته، واكتفى التلفزيون المحلي بقوله: إنه توفي “بسبب المرض والخرف”، وأن منتظري “شخصية دينية محركة لمثيري الشغب في الحوادث التي أعقبت الانتخابات، وترحب وسائل الإعلام المعادية للثورة الإيرانية بتصريحاته دائماً، والتي بلا أساس”! - هل توافق عاشوراء، ودفن جثمان منتظري في مقبرة السيدة المعصومة في قم تظاهرة يحتشد لها الإيرانيون، أم تمضي الجنازة في سلامها الأخير!