دخلت العاصمة أبوظبي تاريخ نادي برشلونة الذي يمتد لقرابة 110 أعوام من أوسع أبوابه، ولا يمكن أن يسقط من ذاكرة النادي العريق أنه فاز لأول مرة في تاريخه ببطولة العالم، وأنه أكمل سداسيته التاريخية على أرض أبوظبي التي تعاملت بكل الحب والحفاوة مع النادي الكتالوني وكأنه ممثلها في البطولة. وسيبقى عام 2009 هو أزهى وأروع أعوام البارشا، فهو عام المجد الذي لم يحققه أي نادٍ آخر في العالم، فخلال سبعة أشهر فقط من عام 2009 نجح البارشا في حصد ستة ألقاب، بعد أن كسب كل البطولات التي شارك فيها محلياً وأوروبياً وعالمياً وكم كنت أتمنى أن تظهر كل تلك الكؤوس في ستاد مدينة زايد عقب التتويج، لاسيما أنها جميعاً حضرت مع الفريق إلى الإمارات وكأنه استعراض للقوة الكتالونية التي فرضت هيمنتها على كرة القدم العالمية في موسم كان مسك ختامه بطولة العالم للأندية «أبوظبي 2009». إنه فريق أصبح حالة استثنائية تستحق الدراسة، فالمدرب جوارديولا هو الأصغر والأنجح في آن واحد، ورئيسه خوان لابورتا نموذج للقيادي الناجح الذي حوّل النادي إلى قوة تجسد مقولة إن «البارشا ليس مجرد نادٍ»، ولاعبوه نوعية مختلفة تخرج معظمها من أكاديمية برشلونة التي لا تنحاز إلا للموهوبين وعلى رأسهم الفتى الذهبي ليونيل ميسي الذي حصد هذا الشهر ثلاثة ألقاب أحسن لاعب في أوروبا في استفتاء مجلة «الفرانس فوتبول» وأحسن لاعب في العالم حقق «جوائز سوبر» وأحسن لاعب في مونديال الأندية «أبوظبي 2009» واليوم «الاثنين» سينال لقب أفضل لاعب في العالم في احتفالية الاتحاد الدولي لكرة القدم. لقد أثبت ميسي أن كل وزنه موهبة، حيث إنه صانع ألعاب من الطراز الأول، ولاعب قادر على التسجيل بالقدم والرأس والصدر، وأنه قادر على صناعة الفارق حتى لو لم يكن في كامل جاهزيته كما حدث في مونديال الأندية، وكم كان المشهد مثيراً عندما تقدم فريق استوديانتيس الأرجنتيني بهدف، واقتربت المباراة من نهايتها إذ بكل جماهير البارشا تهتف في صوت واحد لميسي وكأنها تستحثه على بذل مزيد من الجهد لإنقاذ الموقف، وبعد أن أحرز بدوره هدف التعادل في الدقيقة 89، كان ميسي على موعد مع هدف البطولة في الدقيقة 110 التي أدارت ظهرها لبطل الأرجنتين، ومنحت البارشا اللقب السادس، ليأتي بطل أوروبا على الأخضر واليابس محلياً وخارجياً. ? ? ? أثبت فريق برشلونة أنه وجماهيره لا يعرفان اليأس، حدث ذلك في إياب نصف نهائي أوروبا عندما أدرك التعادل الإيجابي مع تشيلسي في آخر دقيقة تتأهل لنهائي البطولة قبل أن يقهر مانشيستر يونايتد في «نهائي موسكو»، وتكرر ذلك أمام استوديانتيس الأرجنتيني في نهائي بطولة العالم عندما تأخر بهدف حتى الدقيقة 92 ثم أدرك التعادل وبعدها اعتلى عرش البطولة بهدف ميسي. إذا كانت جماهير البارشا في كل أنحاء العالم تستحق التهنئة، فإن جماهير استوديانتيس تستحق تحية خاصة حيث بدا المشهد في استاد مدينة زايد وكأن ثلاثة آلاف وخمسمائة مشجع أرجنتيني في نفس قوة 40 ألف مشجع لبرشلونة. إنه درس أرجنتيني رائع في التشجيع المؤثر والفعّال، بعيداً عن الملل والروتين!