ستة أشياء لفتت انتباهي في المباراة النهائية لبطولة العالم للأندية التي شهدت تتويج فريق برشلونة الإسباني باللقب السادس في موسم واحد وهو إنجاز غير مسبوق عالمياً ويصعب تكراره حتى من فريق برشلونة نفسه. أولا: أن تنظيم اليوم الختامي كان رائعاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. وكان المشهد كروياً وموحياً في مدرجات مدينة زايد وفي الملعب الذي شهد مباراة مثيرة امتدت 120 دقيقة وفي مراسم ختام دقيقة ومنظمة وكان رئيس الاتحاد الدولي بلاتر ممتناً للمشهد والنجاح لذا كان حريصاً على مشاركة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني رئيس مجلس أبوظبي الرياضي في تتويج فريق برشلونة بكأس البطولة.. وكان ذلك دلالة على الرضا والتقدير لما قدمته العاصمة أبوظبي من عمل كبير. ثانياً: أن الدموع الغزيرة التي سقطت من عين المدرب الفذ جوارديولا بعد المباراة كانت مؤثرة للغاية.. فالمباراة كانت صعبة واللقب كان أكبر مما تتحمله نفسه فبكى .. وهذا المدرب الظاهرة أحدث ثورة في المفاهيم التقليدية للتدريب.. وجعل الخبراء يعيدون النظر مرة أخرى في إشكالية الخبرة في مقابل الموهبة! ثالثاً: أن للبارسا تقاليده في كل شيء.. وكم هي رائعة تقاليده وقت الفرح والفوز بالبطولات.. فحتى أفراحهم وطريقتهم في التعبير عنه تبدو مختلفة ومبتكرة وبخاصة في تناوبهم حمل الكأس في مواجهة تحية الجماهير أولاً.. ثم الرقصة المستديرة في وسط الملعب ووضع الكأس على دائرة «السنتر» والالتفاف حوله. رابعاً: رغم فوز برشلونة في نهاية الأمر ولأنه حدث بطريقة دراماتيكية خاصة هدف التعادل الذي جاء في الدقيقة قبل الأخيرة من عمر المباراة وهو الهدف الذي كان يعني التحول الذي لا مفر منه ناحية الفريق الكتالوني.. فإن الجماهير تعاطفت ولو لبعض الوقت مع الفريق الأرجنتيني إستوديانتس الذي لعب مباراة كبيرة ومدروسة في مواجهة أفضل فرق العالم حالياً واستحق كل التقدير والاحترام هو ومدربه. خامساً:أن الجماهير الأرجنتينية كانت فاكهة هذه البطولة بأعدادها الكبيرة القادمة من وراء البحار وبزيها وبطريقة تشجيعها.. إن هذه الجماهير تحديدا علمتنا الكثير.. تأمل وقارن وتعلم! سادساً: أن الذي صنع الفوز في النهاية هو ميسي وبطريقة مدهشة فقد سجل بصدره الحنون ومؤكداً أن الحلول الفردية هي الملاذ عندما تضيق السبل في التسجيل، إن المهارة الخاصة في الرياضة عامة وكرة القدم خاصة ستظل بقيمتها العالية مهما قيل وتردد عن ضرورة وأهمية وحتمية العمل الجماعي