تقول الأغنية الشهيرة “لا تبكي من أجلي يا أرجنتينا” ولكن الذي بكى لم يكن هو الأرجنتيني الخاسر بل انسابت الدموع من الإسباني المنتصر والمتوج بصولجان المجد، ويالها من دموع يسكبها البطل، هي أحاسيس رائعة مليئة بالتواضع في لحظات الشموخ والفخر في ساعة النصر، فقد اختارت أبوظبي لنفسها أن تكون مكانا لعزف السيمفونية السادسة لبرشلونة وكانت عاصمة لكرة القدم في كل العالم واختار عشب مدينة زايد أن يرتوي بدموع جوارديولا قائد كتيبة الكتالونيين التي غزت العالم بأسره ووقعت في غرام ابوظبي. هل هي كرة القدم الجديدة التي لا تعترف بالعواطف ليأتي الأرجنتيني ميسي ويُبكي أبناء شعبه وعلى رأسهم مدربه الحاكم بأمره مارادونا، أم هي الطبيعة البشرية التي تمتلك عاطفة تتحدى أعلى معايير الاحتراف عندما ذرف جوارديولا دموع الراحة بعد التعب ودموع الفرحة باكتمال سداسية الذهب. حقق برشلونة على أرض أبوظبي إنجازا لم يسبق لأي فريق في الكون تحقيقه، فتخطى خماسية مانشستر يونايتد قبل عشر سنوات، وبدون مبالغة لو كان هناك لقب سابع أو بطولة ثامنة لما فاز سواه فنحن نعيش زمن برشلونة، وكل الطرق تؤدي إلى كتالونيا. يصر برشلونة على إعادة كتابة التاريخ ولا أعتقد أن هناك فريقا قادرا على إيقاف الكاتالوني في هذا الموسم على أقل تقدير، لن نقول وداعاً يا برشلونة وكل المؤشرات تؤكد عودتكم العام القادم إلى أبوظبي من أجل الدفاع عن اللقب، وما يجمع برشلونة كفريق مع أبو ظبي كمدينة هو الحب المتبادل والطموح المشترك في إعادة كتابة التاريخ. انتهى المونديال ولم تنته القصة بعد فلا يزال لها جزء آخر وفصل ثان في العام القادم عندما يعود العالم من جديد إلى عاصمة الإمارات وحتى ذلك الموعد لن تبرح ابوظبي من ذاكرة العالم، فهنا مر برشلونة واللاعبون العظام فيا أيها العالم لا تنس ويا كتب التاريخ لا تنسي هنا بكى جوارديولا وهنا مر ميسي. ويا جوارديولا كم أنت طماع، فلا تبكي يكفي أنك ضابط الإيقاع، ويكفي أنك تقود فرقة الإمتاع يكفيك في عام واحد ست بطولات ويكفيك قبل كل هذا مصافحة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان. راشد الزعابي | ralzaabi@hotmail.com