بينما كنت في أحد الأسواق التجارية قبل يومين، لقضاء غرض في واحد من المحال الصغيرة، فاجأني عامل من جنسية آسيوية بالسؤال عن قمة كوبنهاجن للمناخ، وهل ستنجح في انتشال بلاده من كابوس التغير المناخي أم لا؟. قال إن الوضع في بلاده لم يعد كما كان، فهناك أراض زراعية تظهر فيها الأملاح بشكل غريب، وتحول هطول الأمطار الذي كان أمراً طبيعياً، إلى كابوس يتسبب في فيضان الأنهار على المساكن والبيوت. استغربت من متابعة هذا العامل البسيط لقمة دولية تبحث مستقبل المناخ على كوكب الأرض، ولكن من الواضح أن جميع من يسكن كوكب الأرض يجب أن يهتم بهذا الموضوع، فهناك بلدان تتضرر بشدة نتيجة تغير المناخ، وهناك بلدان بدأت تظهر فيها بوادر تغيرات غير طبيعية. اتجه تفكيري عندها للأمطار التي شهدناها الأسبوع الماضي، وحالة الفوضى التي عمت الكثير من الطرق في مناطق مختلفة بالدولة بعد تجمع كميات كبيرة من المياه، والمشاكل في التصريف بكثير من المناطق التي تحتوي على مشاريع تصريف، أما المناطق التي ليس فيها أصلاً خدمات تصريف فـ «المصيبة فيها أعظم». لعل السؤال الأهم الذي يجب طرحه على من يهمه الأمر وأقصد الجهات المعنية بمشاريع تصريف المياه، ليس استعراض قدرة المشاريع المتاحة على استيعاب وتصريف مياه الأمطار، ولا التخفيف من أي مشكلة حتى ولو كانت محدودة، عند هطول كميات كبيرة من الأمطار، ولكن يجب التساؤل عن مدى القدرة على التعامل مع حالات استثنائية وأمطار غير اعتيادية قد نشهدها في السنوات المقبلة. من الطبيعي أن تكون مشاريع تصريف المياه ذات مستويات عادية وطاقات محدودة في بلد لا يعاني كثرة الأمطار طوال العام، ولكن حين يتغير هذا المناخ وربما حين تهطل أمطار غزيرة لأسابيع أو لأشهر كتلك التي تهطل في المناطق الاستوائية، فعندها قد نواجه مشكلة حقيقية.. لا أريد التهويل من توقعات مستقبل مناخنا، فهناك قنوات جيدة لصرف المياه في بعض الإمارات، ولكن ما رأيناه مؤخراً في بعض دول الجوار، مثل الأمطار التي هطلت على مدينة جدة السعودية، وبعض الدول الأخرى القريبة لم تكن طبيعية أبداً، ولا بد من الاستعداد لأي حالات مشابهة، أو ربما أشد، قد نتعرض لها في أي وقت. حسين الحمادي h ssain.alhamadi@admedia.ae