استوقفتني الكلمات التي أدلى بها مدرب فريق برشلونة بطل أوروبا ومدرب إستوديانتس بطل أميركا الجنوبية قبل المباراة النهائية لبطولة العالم للأندية.. فالكلمات كانت لها معان، قال جوارديولا مدرب البارسا “المباراة ليست حياة أو موت.. ولن نحولها إلى حرب.. فسوف نعود بعدها أياً كانت النتيجة إلى أسرنا.. وسوف تستمر الحياة”، أما سابيلا مدرب إستوديانتس فقال “لن نوقف البارسا بالعنف ولن نتخلى عن الحلم”. هذه الكلمات صدرت من المدربين قبل مباراة سوف تحدد الفريق الذي سيحوز لقب بطولة العالم للأندية، ورغم هذه الأهمية القصوى للمباراة، إلا أن كلا المدربين رفض التصعيد المبالغ فيه، ورفض التخلي عن الروح الرياضية.. فكلاهما تعامل مع المباراة كونها مباراة كل شيء وارد فيها، حتى لو كان هناك فارق بين الفريقين. المدرب الإسباني يرفض اعتبارها حياة أو موت من منطلق أن عجلة الفريق مستمرة، وأن الذي لا يتحقق اليوم يتحقق غداً، ومن منطلق أيضاً الاعتراف بأنه لا يوجد شيء حتمي في المنافسات الرياضية. ولم يكن مدرب الفريق الأرجنتيني أقل روعة في تصريحاته عندما قال إنه لن يلجأ للعنف من أجل إيقاف خطورة نجوم البارسا في إشارة بأن محاولات فريقه ستكون مشروعة وعادلة وأن حلمه في الحصول على اللقب يجب أن يبقى في كل الأحوال ومهما كانت الفوارق بين الفريقين. ومن الكلمات ذات الدلالة أيضاً قالها نجم النجوم ميسي الأرجنتيني في مواجهة فريق بلده إستوديانتس والذي يحبه ويشجعه في نفس الوقت قال ميسي “أعترف بصعوبة المهمة في مواجهة أبناء بلدي، لكن الواجب المهني يفرض علي السعي إلى الفوز بالمباراة والتتويج باللقب العالمي”، وقال ميسي في لمحة أبدى فيها تواضعه الجم رغم نجوميته الطاغية وحب الناس في كل بقاع الأرض لموهبته وفنه، قال أحلم بتبادل قميصي بعد المباراة مع اللاعب الكبير فيرون فهذا شرف لي، إنها كلمات جميلة تكشف أعماق هذا اللاعب وتؤكد معدنه واستحقاقه لكل هذا الحب الكبير. آخر الكلام ستبقى هذه البطولة الكبيرة علامة دالة وأداة إفادة لنا ولكل الفرق الطامحة إلى الوصول للمستويات العالمية والدروس المستفادة من وراء تنظيمنا لهذه البطولة ليس فقط في الملعب بل يتعداه إلى كل شيء يحيط به حتى تصريحات المدربين والنجوم الكبار نتوقف عندها ونتدارسها.. فالحياة هكذا تجارب ودروس. أسعدني تقدير الفيفا الكبير لسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني رئيس مجلس أبوظبي الرياضي، لقد شعر جوزيف بلاتر بمدى أهمية دوره في إنجاح الحدث، وكان حريصاً على شكره الخاص لسموه.. وأسعدني في نفس الوقت هذا التقدير الذي وجده محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد كرة القدم من رئيس “الفيفا”، فهمة هذا الرجل وسعيه المخلص باديان للعيان. أبناء المهنة يبدعون عندما نحملهم المسؤوليات الكبيرة.. بالفعل الرجل المناسب في المكان المناسب هو داء النجاح.. شكراً محمد نجيب على كل شيء.