** فجرت الجولة الثالثة لدوري المحترفين قضية الشعوذة في كرة القدم، ورغم أنها قضية قديمة حافلة بالتفاصيل، إلا أن ارتباطها هذه المرة باسم نجم كبير في المنتخب الوطني، حولها إلى قضية رأي عام، فالكل يسأل ويستفسر ويسعى لمعرفة كل التفاصيل، لا سيما بعد أن ظهرت على صفحات صحيفة ''شمس'' السعودية قبل أن تتناولها الصحف المحلية، من منطلق أنه لا توجد تأكيدات من جهة رسمية تثبت أو تنفي الواقعة، ولا يوجد مصدر مسؤول ''يوافق على نشر اسمه'' يود توضيح الحقيقة· ** وبعد غياب فيصل خليل عن تشكيلة الأهلي أمام الوحدة واستبعاده من قائمة الأبيض الذي يستعد لمباراة كوريا الجنوبية المونديالية فتح الإعلام ملف القضية وحرصنا على رصد كل الآراء الخاصة بهذا الملف الشائك· ** ورغم تأكيد بعض اعضاء الجهاز الإداري لفريق الأهلي بأن الفريق لم يتأثر بغياب فيصل إلا أن واقع الأمر يفرض على الجميع الاعتراف بأن تأثير غيابه كان واضحاً، وحتى لو لم يكن ذلك التأثير بشكل مباشر يتعلق بسلبية الهجوم الأهلاوي، فإنه كان غير مباشر من خلال حالة عدم التركيز التي كان عليها الفريق، من منطلق أن غياب نجم بحجم فيصل خليل عن التدريبات التي سبقت مباراة الوحدة ألقى بظلاله على معنويات زملائه اللاعبين، وهو ما ظهر بوضوح في أول دقائق المباراة عندما استقبلت شباك الفريق هدفين مبكرين في أول أربع دقائق، ومهد هذان الهدفان لخسارة بالأربعة لا تتوازى مع فوز الأهلي بآخر ثلاث مباريات، على الشباب في لقاء السوبر وعلى النصر وعجمان في دوري المحترفين· ** وعموماً فإن ''الشعوذة'' في ملاعبنا ظاهرة تستحق الدراسة، بعد أن تفشت بشكل واضح وباتت حديث الناس داخل الإمارات وخارجها، ومخطئ من يعتقد أنها وليدة اليوم، بل إنها ضاربة في الجذور منذ السبعينيات أي منذ بدايات الكرة الإماراتية، وهناك من الأندية من يعترف بذلك ويروي قصصا وحكايات أغرب من الخيال، وهناك من يقع ضحية ذلك دون أن يلمح ولو بكلمة واحدة عما حدث له، وكم من الأندية أنفقت آلاف الدولارات من أجل الجري وراء الأوهام ورغم ذلك لا نتعلم، وصدقوني فإن الحكايات التي تروى في هذا السياق لا تكفيها مجلدات! **والغريب أن نشر أخبار تتعلق بالشعوذة في ملاعبنا فتح شهية بعض المشعوذين لتكثيف الاتصال بالأندية لعرض الخدمات وتكفي تلك الرسالة التي ننشرها على صفحاتنا اليوم والتي تم توزيعها على الأندية والتي بعث بها شخص أطلق على نفسه لقب ''معالج ديني'' من أجل التفاوض لتحقيق النتائج الإيجابية وتحاشي الإصابات مهدداً من يرفض قبول هذا العرض بالويل والثبور وعظائم الأمور وربما بالهبوط إلى الدرجة الأدنى· والأكثر من ذلك أن اتحاد كرة القدم سبق أن تلقى رسالة من أحد المشعوذين يعرض من خلالها خدماته ويؤكد قدرته على مساعدة المنتخب على الوصول إلى كأس العالم، وكان من الطبيعي أن تأخذ تلك الرسالة طريقها إلى سلة المهملات· ** عموماً فإن القضية لا تزال مفتوحة طالما أن هناك من لا يتعلم من تجارب سابقة ولديه قناعة بأن ما لا تكسبه بالجهد والعرق يمكن أن تحققه بطرق أخرى لا يقرها الشرع ولا الدين!