كنت قد بدأت في كتابة هذه السلسلة من المقالات قبل أن ينتشر خبر الشعوذة في الوسط الكروي الإماراتي وفجّرته بالنيابة عنا إحدى الصحف السعودية!!·· وهذه المقالات كانت معنية في المقام الأول بتوجيه رسالة للاعبين أعضاء المنتخب الوطني بمناسبة بدء الإعداد لمباراة كوريا الجنوبية في التصفيات الحاسمة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، وهذه الرسالة مضمونها هو نفس الاتهامات التي اتهم بها ميتسو اللاعبين في أعقاب مباراة السعودية، وأنا هنا لن أعيد هذه الكلمات مرة أخرى، لأن كل اللاعبين عرفوها وحفظوها عن ظهر قلب، لكن يجب أن يعرف جميع اللاعبين أننا إذا كنا قد وجهنا لوماً شديداً للمدرب لأنه قال هذه العيوب جهراً واستخدمها سلاحاً من أجل إعفائه من منصبه كمدرب لمنتخب الإمارات، ومن ثم الانتقال إلى تدريب المنتخب القطري، فإن ذلك لا يعني تبرئة اللاعبين مما قاله، بل على العكس نحن على يقين أن كل ماقاله ميتسو عن عيوب اللاعبين كان صحيحاً، حتى عندما ذكرنا واقعة اللاعب بشير سعيد الذي كان ميتسو قد ذكره بالاسم واتهمه بأنه كان يتمشي عندما سجل المنتخب السعودي هدفه الثاني، حتى عندما ذكرنا ذلك ووجهنا اللوم لميتسو على قول ذلك علناً لرجال الصحافة، لم نكن ندافع عن بشير -مع تقديرنا له- قدر ماكنا نهاجم ميتسو الذي لم يجرؤ على مهاجمة لاعب بعينه إلا بعد أن ترك! ومجمل القول إن الكرة الآن ليست في ملعب أحد سوى اللاعبين أنفسهم، وأنصحهم بأن يذاكروا أخطاءهم وعيوبهم التي قالها المدرب بصدق، فمعظم وأهم ماقاله المدرب يتعلق بقيم غير فنية، اللهم إلا قضية الضعف الدفاعي التي رماها المدرب في أحضان الدوري الإماراتي المليء والحافل بالأخطاء الدفاعية التي هي أشبه بالأمراض المزمنة أو بمعنى أدق الأمراض المستوطنة، وهذا الكلام حقيقي، والذي لايصدق ينظر حوله في الجولات الثلاث التي بدأ بها دوري المحترفين في نسخته الأولى· أما العيوب غير الفنية فهي تتعلق بقيم شخصية وسلوكية وتربوية واجتماعية، والتي تهمني هنا -وأرى أن حلها في يد اللاعبين أنفسهم، ويستطيعون البدء في التخلص منها قبل مباراة كوريا الجنوبية القادمة يوم 15 الجاري- فهي تتعلق باكتساب قيم الجدية والحماسة والروح القتالية والإرادة والقدرة على التحدي، وبصراحة شديدة، معروف عن لاعبينا -أو بمعنى أدق معظم لاعبينا- أنهم غير جادين بما فيه الكفاية أي أنهم مدللون ومرفهون، ولا يعرف معظمهم الوجه الآخر من أي لائحة·· نعم لايعرفون سوى الثواب، أما العقاب فله ناس آخرون غيرهم، وهذا هو الذي يدركه جيداً كل مدرب أجنبي ولا يبوح به للاعبين ولا للمسؤولين، ولا يسعى معظمهم إلى علاجه·· وللأسف، عندما فعلها ميتسو وتحدث كانت على الملأ وفي توقيت غير مناسب، وكانت أشبه بكلمة حق يراد بها باطل· آخر الكلام الكرة الآن في ملعب اللاعبين، وليست في ملعب أي أحد آخر حتى مدربهم دومينيك·· ويجب عليهم أن يثوروا على أنفسهم ويدافعوا عنها بعد أن فاض الكيل ووصل الأمر لحد الشعوذة!