* طاب صباحكم، وأسعد الله بالفرح أيامكم·· وعسى عيدكم كان سعيداً· * ما زلنا على خلافنا واختلافنا في تحديد موعد بدء الصيام وموعد نهايته وموعد الأعياد، وعيد الفطر هذه المرة كان في يومين مختلفين، عيد مجلس التعاون الخليجي باستثناء عُمان، وعيد بلاد الشام وعيد دول المغرب العربي، وعيد بقية الدول العربية والإسلامية، فهل ننتظر من اليابان أو من ألمانيا أن تنجبا لنا فتى يخترع مخترعاً أو يجد وسيلة تقينا شر الخلاف والاختلاف في مواسمنا وأعيادنا الدينية، وكلها عيدان، هذا لو عندنا أعياد المسيحية ألف قديس وألف بشارة وألف قيامة أو أعياد اليهودية، ماذا كنا فاعلين؟ * لقد ظلت فكرة تحكم العادة اليومية في الناس مصدر تأمل وقلق، فلا يعقل أن يبقى الإنسان أسير إيقاع يسيّره وينظم مزاجه ووقته، فإذا ما طرأ له طارئ أو قطع أحد هذه السيرورة انقلب شرساً مهاجماً وتخلى عن قليل من آدميته، فالناس المتعبون من أول أيام الصوم، هم أنفسهم الضجرون من يوم العيد فقط، لأن هناك تبديلاً في سير عربة اليوم وتغييراً في إيقاع المجتمع الذي يريدونه دائماً على إيقاعهم ومزاجهم· ؟ بعض شبابنا الفتي، طلائع المستقبل، يجب أن يرسلوا إلى أوروبا لمدة ستة أشهر، لتلقي ''كورس'' على المعيشة الحقيقية وكيفية مجابهة الحياة اليومية، والاعتماد على النفس في كل شيء، والتخفيف من ''البزا والبطرة'' ودلع الوقت الجديد والرعونة الجالبة للكسل والتعاطي السهل مع الحياة ومتطلباتها، فالمواطنة يجب ان تكون عبئاً مضاعفاً لنيل شرفها والانتماء لها، لا مطلباً تشريفياً يمنح البعض تلك الميزة الاجتماعية والتعالي على الناس وعلى الأشياء، واعتبار الدولة بقرة حلوباً، وان سماءها لا بد وأن تكون دائماً ممطرة بالخيرات· ؟ عيد العراق هذا العام كان ملطخاً بالدم وبمئات القتلى، والفرحة لم تدخل قلوب الأطفال قط، فلا لعب غير ألعاب النار، ولا أنوار تضيء سماء المدينة الجليلة غير لعلعة الرصاص ودوي القذائف، وكلما حاولت الفرحة أن تطرق بيتاً من بيوت بغداد، تجد أبواب الدور إما مغلقة وإما محطمة، وإن دخلت وجدت القلوب مهشمة وخاوية على أحزانها، ودموع العين متيبسة وراكدة في مقلها، وحين يريد طفل أن يسعد بالعيد ويخرج متلهفاً للقيا الفرحة، يذهب راكضاً ببراءته وفي شقاوته يقلّبها بين يديه، تغتال الفرحة، وتبتر يداه، ويبقى الشارع بلا عيد· ؟ كيف تتعلم الصحافة بسهولة ويسر في خمسة أيام وبدون معلم، هذا الشعار يرفعه بعض الزملاء للخوض في أمور مهنة كريمة تحمل نبل الكلمة ومجد القلم، فليتهم تركوا الصحافة وتوجهوا إلى تعلم اللغة الألمانية بسهولة ويسر في خمسة أيام وبدون معلّم·