تعود الإثارة لدوري المحترفين اليوم بعد أن حصلت على إجازة العيد، في أول جولة تقام نهاراً· وبرغم إقامة كل مباريات الجولة في يوم واحد مثلما كان عليه الحال في الجولة الثانية، إلا أن الوضع يختلف إلى حد ما، حيث تقام المباريات في توقيتين مختلفين، وإن كنا لا نزال عند موقفنا الذي يرى أن إقامة كل المباريات في يوم واحد يضر بصحة المسابقة، جماهيرياً وإعلامياً· وبرغم أننا لا نزال على مشارف الجولة الثالثة من مجموع 22 جولة إلا أن ما أفرزته المسابقة في أول جولتين من شأنه أن يمنحنا الحق في رصد الظواهر التالية: أولاً: إن هناك أربعة فرق تبدو الأكثر استعداداً وجاهزية من بقية الفرق، وأن (الأربعة) مؤهلون تماماً للمنافسة على أول لقب لدوري المحترفين، وهم الوحدة والأهلي والعين والجزيرة، ولن تكون مفاجأة على الإطلاق إذا ما فاز أحدها باللقب الغالي الذي يمنح صاحبه الحق في تمثيل الكرة الإماراتية في بطولة العالم للأندية (أبوظبي 2009)· ثانياً: إن فريق الوحدة هو الأكثر إقناعاً بين الجميع حتى الآن، ويكفي أن كل مباراة يشارك فيها تعتبر مباراة قمة، حدث ذلك في (ديربي العاصمة) مع الجزيرة·· ومع الوصل بطل ثنائية ،2007 واليوم مع الأهلي في إطار الجولة الثالثة، وأثبت الفريق أن اللاعبين المواطنين بإمكانهم أن يصنعوا الفارق، حتى لو غاب اللاعبون الأجانب· ثالثاً: الموقف في قاع الجدول يوحي بأن (مثلث) الخليج وعجمان والشعب هو الأكثر تعرضاً للخطر، حيث لم يكسب أحدهم أية نقطة حتى الآن، وإذا كان فريقا الخليج وعجمان يعانيان من قلة الخبرة، فإنه لا أحد بإمكانه أن يلتمس الأعذار لفريق الشعب الذي عوّدنا أن يبدأ قوياً ثم يتراجع، لكنه هذه المرة يبدأ ضعيفاً ويخسر أمام الشباب ثم أمام النصر ليجد نفسه مع نهاية أول جولتين بدون رصيد· وبرغم أن (الثالوث) يتفق في الرصيد الخاوي من النقاط، إلا أن فريق عجمان يبدو هو الأفضل فنياً وإن لم تتسق النتائج مع مستوى الأداء، حيث تفوق الفريق في مباراته مع الوصل لكنه خسر بهدف للا شيء، وكان نداً قوياً للأهلي وأضاع أكثر من فرصة مؤكدة ليخسر في نهاية المطاف بهدفين للا شيء، دون أن يسجل هدفاً واحداً في أول مباراتين، ولو حالف لاعبيه التوفيق واستثمروا نصف عدد الفرص التي أتيحت لهم في المباراتين لسجلوا أربعة أهداف على الأقل· ولو بقي وضع الفرق الثلاثة على ما هو عليه فإن فريقين من بينها سيغادر قطار المحترفين مع نهاية المسابقة· رابعاً: إن سلبيات الفرق في دوري المحترفين هي نفس سلبياتها في دوري الهواة، والتي تتمثل في ضعف حراسة المرمى والأخطاء الدفاعية، فالأهداف الغزيرة التي شهدتها المسابقة حتى الآن تعكس حرص الفرق على دعم خطي الوسط والهجوم بلاعبين أجانب متميزين، مما كشف أخطاء المدافعين، وجسد حقيقة أن معظم الفرق تشكو الأمرين بسبب ضعف مركز حراسة المرمى ولا بد أن يقتنع الجميع بأن الفوز ببطولة الدوري يستوجب توازناً في كل الخطوط وأن الهجوم الجيد لا بد أن ينطلق من دفاع جيد وحارس مرمى على أعلى مستوى· خامساً: أن الفرق التي تطمح للفوز باللقب تؤمن إيماناً راسخاً بأهمية اللعب (خارج الملعب) قدر إيمانها بتهيئة كل الظروف أمام الفرق داخل الملعب، وهو ما ظهر بوضوح في أول جولتين· وبالتأكيد فإن من حق كل ناد أن ينتهج السياسة التي يرى أنها كفيلة بتحقيق طموحاته، بشرط عدم التجاوز أو السعي لانتزاع مكاسب دون وجه حق· سادساً: لا بد أن ندرك أن نجاح المسابقة التي تحظى باهتمام كبير داخل الدولة وخارجها، مسؤولية الجميع وأن المصلحة العامة يجب أن تسمو فوق أي مصالح خاصة·