تشرف منتخب الإمارات للمعاقين يوم أمس الأول بالسلام على الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو شرف وتكريم يضافان للإنجاز الذي حققه المنتخب في مدينة بنجلور الهندية، بعد أن حصد 17 ميدالية بين ذهبية وفضية وبرونزية. وقد ثمن سموه هذا الإنجاز لأعضاء المنتخب قائلاً “ إن كلمة شكراً لا تكفي قياساً لما بذلتموه من جهود مضيئة”، و” أنتم فخر للإمارات، وأثبتم كفاءة وقدرة كبيرتين على تحقيق هذه الإنجازات، ورفعتم علم الدولة عالياً خفاقاً، متحدين الإعاقة بعزيمة وإرادة لا تلين، ومتفوقين على كثير من الأسوياء”. وبالفعل فكلمة “شكراً” وحدها لا تكفي بحق هؤلاء الفتيان والفتيات الذين قدموا المثل في التحدي والتفوق، وهم يرفعون علم البلاد في محفل دولي كبير، وفي بطولة دولية كبيرة كهذه. وهذه لم تكن المرة الأولى لمنتخبات المعاقين في تحقيق وحصد البطولات والألقاب والميداليات. وربما يتذكر بعض القراء ما قد ذكرت في مناسبة سابقة، وبمناسبة إنجاز ذهبي سابق لمنتخب المعاقين، من دعوة لإعادة النظر في تسميته، فهؤلاء ليسوا بالمعاقين، وهم يحققون هذه النجاحات التي أحرجت منتخبات الأسوياء. لا أزعم متابعة عميقة للشأن الرياضي قدر أصحاب التخصص زملائي في القسم الرياضي، ولكنه تفاعل مع أي حدث يكون طرفاً فيه منتخب يحمل اسم أغلى الأوطان. خاصة وأن منتخب المعاقين لا يحظى بعشر ما يحظى به غيره في مختلف الرياضات، فهؤلاء الشباب والشابات يضربون المثل في قوة الإرادة وشدة التحدي لأجل أن يقدموا الصورة المشرفة لبلادهم، ويرفعوا رايتها في كل محفل وبطولة يشاركون فيها. بخلاف ما نرى من أحوال متقلبة لغيرهم من “الأسوياء” الذين يتقلبون في نعيم الإمكانيات الهائلة التي يتم توفيرها لهم، والمدربين المشهورين الذين يتم استقدامهم لتدريبهم، ونتائجهم لا تعرف “رائحة” أو بريق الذهب. ودائماً ما تجد المبررات جاهزة لتبرير إخفاقاتهم. إن الكثير ممن تابعوا النتائج الذهبية لمنتخبات فرق من نطلق عليهم “معاقين” لم يستطيعوا أن يمنعوا أنفسهم من التساؤل مع كل إنجاز يتحقق لهذه الفئة، عن سر النجاح هنا، والإخفاق هناك، مع الأخذ في الاعتبار اختلاف الظروف في الحالتين. الا أن التساؤل ينصب في النهاية حول الروح القتالية والأداء الرجولي. ومن جديد لا نملك إلا أزجاء الثناء والتقدير للمنتخب، وهو يحظى بشرف لقاء الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ونحن ندعو لتعلم الدرس من هؤلاء الأبطال الحقيقيين، الذين لم يكن لهم من هم أو حسابات “شهرة”، سوى أن تكون راية الإمارات خفاقة دائماً أينما حطت بهم الرحال في بطولات أتاحت لهم شرف تمثيل وطنهم خير تمثيل، وأن يعتلوا منصات التتويج حيث تختلط دموع الفرح بإيقاعات السلام الوطني، وهو ُيعزف تقديراً لإنجاز فرد في وطن أغدق على الجميع بكل كرم وسخاء، ولا يطلب منهم سوى رد الجميل بتمثيله خير تمثيل بأداء مشرف، يليق باسم الإمارات، وقيادتها التي اعتنت بالإنسان أيما اعتناء