قدمت الإمارات أمس الأول درساً جديداً في تنفيذ الالتزامات، وأعادت تأكيد الدرس للجميع حول قوة الروابط والوشائج والدعائم التي يقوم عليها هذا الوطن الشامخ دوماً بقادته وقيادته ورجاله. وذلك بإعلان حكومة دبي برنامجها في تنفيذ إعادة هيكلة دبي العالمية وتوظيف الدعم الذي تلقته من أبوظبي، والبالغ 36,7 مليار درهم، وسداد الصكوك المستحقة على شركة” نخيل”، والتي كان موعدها استحقاقها يوم أمس. درساً نتمنى أن يستوعبه أولئك الذين احترفوا الدس والتضليل ، عندما يتحدثون عن الإمارات واقتصاد الإمارات تحديداً باعتباره قاطرة التنمية والنهضة الشاملة التي يشهدها وطن العطاء بقيادة خليفة الخير وإخوانه الميامين. بعض وسائل الإعلام الغربية، والبريطانية منها على وجه الخصوص، ومعها للأسف عدد من العربية جندت نفسها لتضليل الآخرين، بما كانت تورد من تقارير زائفة حول ما آل إليه اقتصاد الإمارات، والعلاقة بين أبناء الإمارات، وذهبت إلى حدود غير مسبوقة، وهي تحاول التشكيك في متانة لحمة إماراتنا. كانوا يصورون ما يجري بغير حقيقته، وهم يمنون أنفسهم المريضة برؤية مزاد ضخم للتخلص من إنجازات كبيرة، وقد كانت هذه الإنجازات الكبيرة، والنجاحات الأكبر التي جعلت من الإمارات ومؤسساتها قصة نجاح تروى للأجيال، هي التي أوغرت صدورهم ليكتبوا ويدونوا ما تقوّلوا به على الإمارات. إلا أن مزاعمهم وافتراءاتهم سرعان ما تبددت، ونصال أحقادهم سريعاً ما تكسرت على صخرة الثقة التي ميزت تحرك دبي في التعامل مع هذه الأزمة العابرة، والشفافية التي تعاملت بها منذ البداية، وهي تستند إلى رصيد كبير من النجاح والحنكة والمراس، واقتصاد قوي، أكد مصرفنا المركزي معه في أكثر من مناسبة أن نظامه المصرفي أقوى مما كان عليه قبل عام من حيث المتانة والسيولة. والأهم من ذلك كله أننا في وطن واحد من أبوظبي إلى الفجيرة، وفي سفينة واحدة بقيادة ربان واحد، أوتى من الحكمة والعزيمة الكثير، إنه خليفة الخير، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله يؤكد في أكثر من مناسبة - لعل أحدثها تصريحات سموه الأخيرة لوكالة الأنباء الكويتية -على قوة أسس اقتصادنا الوطني، ويقول إننا وبفضل “الإدارة الواعية لمؤسساتنا العامة والخاصة،استطعنا احتواء الآثار السلبية للأزمة (المالية العالمية) وتجاوز الكثير من نتائجها وتداعياتها،ولدينا القدرة والعزيمة لمواصلة العمل لاستكمال الخطوات التي اتخذناها في هذا المجال، وصولاً لإزالة كافة العقبات التي تحول دون استمرار زخم عملية التنمية وقوة دفعها”. أماكن كثيرة، ومؤسسات اقتصادية ضخمة، في مناطق مختلفة من هذا الكوكب الذي نعيش عليه، شهدت عمليات لإعادة الهيكلة، وكذلك قامت بخطوات لإعادة جدولة ما يترتب عليها من التزامات، ومع هذا لم تتعرض لما تعرضنا له في الإمارات من”قصف إعلامي” استهدف التجربة الناجحة في دبي والإمارات إجمالاً. لقد أشاع الدرس الجديد الذي قدمته الإمارات الطمأنينة في تلك النفوس القلقة، أما نحن في هذا الوطن الغالي، فقد كنا واثقين ومطمئنين، بأن كل تلك الضجة والجعجعة في الخارج لن تنال منا، لأننا واثقون بأن الأمور بيد خليفة الخير الربان الماهر، فهو ذو رؤية ثاقبة وبصيرة استشرافية تعبر بنا نحو المستقبل الزاهي الوضاء بكل ثقة واقتدار، ولله الحمد والمنة .