وكأن المباريات الثلاث التي أقيمت في مونديال الأندية “أبوظبي 2009” لم تكن سوى “تسخين” للمرحلة الحاسمة التي تبدأ اليوم بأولى مباراتي نصف النهائي، حيث الظهور الأول لفريق إستوديانتس الأرجنتيني بطل أميركا الجنوبية، قبل 24 ساعة على بدء مهمة برشلونة بطل أوروبا في البطولة. وسنكون على موعد اعتباراً من اليوم وحتى يوم السبت المقبل حيث نهائي البطولة مع أجواء مختلفة، على الصعيدين الفني والجماهيري، بعد أن انتاب أوساط البطولة شعور بأن لحظة وصول فريق البارسا إلى مطار أبوظبي هي الاعلان الفعلي عن انطلاق مرحلة مفعمة بالإثارة والتشويق والفن الكروي الرفيع. وبرغم أن المباريات الثلاث الماضية كانت بمثابة مواجهات بين فرق تحمل لقب بطولة قاراتها، باستثناء الأهلي ممثل الدولة المنظمة، إلا أن عدم شعبية وجماهيرية تلك الفرق القادمة إلينا من الكونغو وكوريا الجنوبية والمكسيك ونيوزيلندا انعكس سلباً على الحضور الجماهيري، ونتوقع أن يتغير الحال في نصف النهائي، لاسيما في مباراة برشلونة الذي يحظى بشعبية جارفة داخل الإمارات وخارجها، حتى أن تذاكر مبارياته بيعت بأربعة أضعاف سعرها الأصلي، كما أن أعداداً كبيرة من الجماهير وصلت من خارج الإمارات لتحظى برؤية الفريق الأجمل والأروع على مستوى العالم. ولاشك أن البطولة محظوظة بوجود البارسا الذي يعيش عاماً استثنائياً بكل المقاييس حصد خلاله 5 بطولات ويأمل في أن تشهد أبوظبي فوزه باللقب السادس، ومعه لقب سابع وثامن يتعلقان بنجمه الفذ ليونيل ميسي الذي نال الكرة الذهبية وينتظر تتويجه بلقب أحسن لاعب في العالم، بعد أيام من انتهاء مهمة الفريق الكتالوني في بطولة العالم. ويحسب لنادي برشلونة الذي يجسد مقولة “البارسا ليس مجرد نادٍ قولاً وفعلاً” أنه لا يستبق الأحداث، بدليل أننا عندما زرنا مقر النادي وشاهدنا مباراته مع بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا باستاد كامب نو قال لنا المدير التنفيذي للنادي “نعم نحن مرشحون للفوز بالثلاثية هذا الموسم “الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا”، ولكن ما قيمة هذا الترشيح إذا لم يواكبه عمل جاد وجهد مضن من أجل تحويل الأحلام إلى حقيقة، وبالفعل استطاع البارسا أن يستعيد لقب الدوري في موسم كسب خلاله منافسه التقليدي ريال مدريد “رايح جاي” وأمطر مرمى الفريق الملكي في الدور الثاني بسداسية دخلت تاريخ مواجهات الفريقين من أوسع أبوابه، ثم فاز بكأس اسبانيا، واعتلى عرش أوروبا في أمسية وضع فيها البارسا منافسه مانشيستر يونايتد في موقف لا يُحسد عليه وتواصلت انجازات البارسا وكأنه قطار لا يعرف التوقف بعد أن نجح مدربه الشاب جوارديولا في قيادة الفريق لتحقيق كل النجاحات في أول موسم بعد رحيل رونالدينهو البرازيلي إلى فريق الميلان. دفء المشاعر.. كان أكبر من دفء الطقس.. احتفاءً بنجوم البارسا لدى زيارتهم الأولى لـ “عاصمة أندية العالم” أبوظبي.