لا يختلف اثنان على قيمة برشلونة ونجومية لاعبيه، حيث يعتبر الفريق الأفضل على مستوى العالم حالياً، ولذا كانت سعادة مشجعيه في يوم وسعادتنا كل يوم، منذ حقق الفريق لقب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، وضمن المشاركة في كأس العالم للأندية ليضيف لها رونقا خاصا وشعبية مضاعفة. ولكن الذي يحدث هذه الأيام من التشديد في الإجراءات الأمنية حول الفريق يعتبر أمراً مبالغاً فيه حتى لو جاء بتعليمات «الفيفا» على الرغم من أنني أشك في ذلك، لأننا شاهدنا ما كان يحدث في اليابان خلال البطولات السابقة، ولم تكن تحدث هذه المبالغات، إلا إذا كانوا يرمون هنا إلى أشياء ما في أنفسهم. كنا نشاهد الفرق تصل إلى المطار، وهي محاطة بالجماهير التي تحرص على التواجد لاغتنام الفرصة، والتقاط الصور مع النجوم الذين تعشقهم حتى لو من وراء السياج الأمني، وهنا وصل نجوم برشلونة وتم إخراجهم من الأبواب الخاصة، ولم يتمكن أحد من رؤيتهم باستثناء الوفد الإعلامي للفيفا ومرافقيهم وكأن إعلاميينا «مسجلي خطر» فحبذ المنظمون ألا يدعوهم يقتربون من الفريق الأغلى. لمصلحة من يحدث هذا؟ خصوصاً أننا نعلم أن جزءا من الترويج للحدث يتمثل في الصور التي تنتقل عبر أنحاء العالم لوصول الفريق المرشح للقب إلى البلد وطريقة دخوله وسط الحفاوة الجماهيرية التي رأيناها في كل مكان وغابت هنا. أتمنى أن يعي القائمون على البطولة من رجال الفيفا أننا في دولة السلام وواحة الأمان ونحن في المكان الأكثر أمناً في العالم، حيث يعيش أكثر من 200 جنسية في تناغم وود وتسامح ديني وعرقي، والأمان الذي سيحصل عليه الكتالونيون هنا قد لا يجدونه في كتالونيا نفسها، لا أن تصل الصورة للعالم أن برشلونة وصل إلى الإمارات وسط اجراءات سرية بعيدا ًعن أعين الناس، وكأننا في دولة ينعدم فيها الأمان. لو تجول لاعبو برشلونة في الأسواق والمراكز بدون حراسة تذكر، فلن يجدوا سوى الترحيب ولن تكون هناك مضايقات من أي نوع لأننا كشعب ومقيمين تعلمنا من زايد وخليفة كيف نحترم الضيف ونكرمه، ولن يأتوا هم ليعلمونا حتى لو كان برشلونة. راشد الزعابي | ralzaabi@hotmail.com