أن يتخلى ناد عن مدربه فإن ذلك أمر طبيعي، لكن أن يصدر قرار التفنيش في البدايات الأولى للموسم وبعد الجولة الثانية في الدوري - كما فعل الوصل مع مدربه ميروسلاف- فإن ذلك يثير الكثير من علامات الاستفهام· أعتقد أن اتخاذ قرار بهذا السرعة وهذا الحسم لابد أن تكون خلفه الكثير من الأسباب الجوهرية وليس مجرد خسارة مباراة واحدة في الدوري، رغم أن المدرب -في تقديري- يتحمل الجانب الأكبر من الخسارة أمام الوحدة· العنابي كان في حالة ''توهج'' هجومي والوصل كان يعاني من ضعف واضح في خط دفاعه، لكن المدرب لم يعمد لسد الثغرات الدفاعية، وعوضاً عنها فتح دفاعه بعد الهدف الثاني للوحدة في سعيه لتعويض الخسارة· قد يبدو موقفه مبرراً لأول وهلة، لأن من الطبيعي أن يبحث المدرب عن طرق للتعويض وعدم خسارة المباراة، لكن ليس بتلك الطريقة وأمام فريق شرس هجومياً، ولا خلاف على أن تغييراته جاءت بنتائج عكسية، لأنها فتحت الطريق إلى مرمى ماجد ناصر، وكان بإمكان الوحدة أن يخرج بفوز قياسي لولا أن ''رتمه'' قد خف بعد الهدف الثالث لأن المباراة أصبحت في جيبه· من غير المستبعد أن يكون الوصلاوية على حس هذه المباراة قد قارنوا من ناحية نفسية بين ردة فعل ميروسلاف وتدخلاته وبين أيام مدربهم السابق زي ماريو الذي يشهد له الجميع بأنه كان خبيراً في قلب موازين المباريات بنجاح تدخلاته وتغييراته التي خدمت مسيرة الفريق في الكثير من المباريات، وهذه المقارنة قد يكون لها دور في صدور الحكم السريع على ميروسلاف· في النهاية، مهما كانت المبررات فإنها لا تعفي إدارة الوصل من المسؤولية، وقد ورد في متن أسباب الإقالة أن هناك حالة من عدم الرضا على طريقة عمل المدرب في الفترة الماضية، وهو الأمر الذي يعني أن المدرب ضعيف ولا يمكن الاستمرار معه، وذلك يقودنا إلى سؤال جوهري، وهو إذا كان المدرب بكل هذه العلامات من الضعف، فعلى أي أساس تم اختياره والتعاقد معه من الأصل؟ أعتقد أن الفريق أصبح في ورطة حالياً نتمنى أن يخرج منها في أسرع وقت وأن ينجح في إيجاد المدرب البديل وبأسرع وقت، وهي مهمة ليست سهلة، ونحن في بدايات موسم، ومعظم المدربين مشغولون بعقود· أخشى أن يضطر الوصلاوية إذا حكمت عليهم الظروف إلى القبول بالأمر الواقع واختيار المدرب المتاح وليس الأنسب·