دعوة وزارة شؤون الرئاسة، قطاعات المجتمع ومنظماته الخاصة والأهلية، وقادة الرأي والإعلام، إلى طرح المبادرات والمشاريع البنّاءة، والواقعية، والتي تعمل على تعزيز قيم التلاحم بين مكونات المجتمع، انطلاقاً من رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تأتي في سياق التنمية الشاملة، والنهوض بالوطن نحو غايات الأمل والأمنيات الكبيرة، واستناداً إلى الأخذ بالمشورة والآراء التي تنسجم مع متطلبات المرحلة، وحاجة الدولة إلى أخلاق التعاون والتشاور والتناظر، سعياً لتحقيق الطموحات، وترسيخ ثقافة الانتماء إلى الوطن الواحد، بأفكار تتعدد وتتنوع بأطيافها وأنصافها، وتصب في وعاء الأخلاق الواحدة، أخلاق مجتمع الإمارات وقيمه، وعاداته، ومنظومة العلاقات الإنسانية التي بُنيت على مدار الزمن. بعد مرحلة البناء والتأسيس، والذي خطاها مجتمعنا بخطوات واثقة وراسخة، تأتي مرحلة التشكيل وتلوين الحياة الاجتماعية بألوان البحر والصحراء والسماء الصافية، وجموح الجياد، وطموح النوق، من أجل انبلاج فجر الصيرورة المجتمعية، وشروق شمس الرسوخ والشموخ.. من شاور الناس شاركهم عقولهم، ولا شيء أجمل وأكمل من التعاطي مع الأفكار المتعددة والمتنوعة، بروح الشفافية، وثقافة التصالح مع النفس والآخر. هذه الدعوة المباركة، تفتح الأبواب على مصاريعها من أجل تفعيل العقل، وتوضيح دوره الريادي، في البناء وترسيخ قاعدة أن الجميع معنيون بالهم الوطني وأن الجميع تقع على عاتقهم مسؤولية أمن وطمأنينة واستقرار المجتمع، وتشييد أركانه على أسس التسامح، وفضيلة الانتماء إلى الوطن الأم. دعوة تحرك الكامن، وتغري العقل بأن يعمل ويجتهد، من أجل سلام الوطن، وسلامة الناس الذين يعيشون على أرضه، ومن أجل إعلاء كلمة الحق، ورفع شأن الحقيقة عالياً، ومن أجل الحفاظ على مكتسبات الوطن، ودرء الأخطار عن منجزاته، وقطع دابر التدبير الخاطئ من كل معتد أثيم. دعوة تفتح لخيوط الشمس نوافذ النقاء والصفاء، وترسم مساحة خضراء، لعشب قشيب، يجب أن يرسل سنابله إلى فضاء الكون، ويطلق لعنانه فرصة الينوع واليفوع، والتفوق في موازاة الأمم الأخرى. دعوة تحيي وتنمي في الإنسان قدراته وطاقاته على الإبداع، والأخذ بأسباب الرقي ونضوج الفكرة.. دعوة لسرج خيول المعرفة من أجل وطن بحاجة إلى كل فكرة بنّاءة، وإلى كل خطوة تفتح للوطن آفاق التقدم والتطور.. دعوة للأحلام الجميلة، والأمنيات النبيلة والآمال الأصيلة.. دعوة لخير الوطن، وعافية المواطن.