كان قراراً صائباً، من وزارة التربية تعطيل المدارس اليوم الأحد حيث سيصادف اليوم ما قبل الإجازة الرسمية التي أعلنتها الدولة، وسيكون يوماً بين إجازتين ولا يمكن لطالب أو حتى مدرس أن يملك من الاستعداد العقلي والنفسي والاستفادة من التحصيل الدراسي، والعقول كلها معلقة بأيام العيد والنفوس لاهية ساهية بأفراح المناسبة وملابس العيد وأكلات العيد والزيارات والتحايا والسلامات وغيرها، وليت الوزارة فعلت كما فعلت الكويت والسعودية في تعطيل المدارس في شهر رمضان، ليبدأ العام الدراسي بعد العيد مباشرة لأنه في اعتقادي أن التحصيل الدراسي في هذا الشهر كان ضئيلاً وفقيراً والدليل على ذلك أن كل الطلاب صغاراً وكباراً كانوا ممتعضين متململين من الدوام المدرسي، لأنهم يشتكون من قلة التحصيل وعدم توفر الأيام الدراسية الملائمة في هذا الشهر·· المدرسون مُتعبون مُجهدون مُنهكون والطلبة يعانون من نعاس وكسل وخمول، جرّاء سهر الليل·· وظاهرة رمضان والسهر هذه تحتاج إلى دراسة وإلى قدرات فائقة لعلاجها والتخلص من أمراضها والتحرر من عللها، ولكننا نقول: طالما لا يوجد من يفسر ويعلل ويحلل أسباب هذه الظاهرة فلماذا الإصرار على فتح المدارس في وقت نعرف جميعاً أنه ليس وقتاً للتحصيل الدراسي وأنه زمن لا زمن للاستفادة من ساعاته ودقائقه، إذا كان لابد من تأجيل الدراسة ليبدأ العام الدراسي بعد العيد والجميع من طلبة ومدرسين واداريين قد تشبّعوا من هواء الإجازة واستفادوا من فترات الراحة ليعودوا في نشاط الفرسان وحيوية الشجعان وبطولة الأفذاذ، ويمارسون عامهم وهم قد أشبعوا العقل نقاء وملأوا الروح صفاء ولم يعد أمامهم سوى الاهتمام بالعلم ولا سواه· للأسف لم تفعلها وزارة التربية وظلت الحقائب ذات الوزن الثقيل معلقة على أكتاف الصغار ذهاباً وإياباً، وفي شهر الصوم كانت الحرارة مع الأحمال الثقيلة سياطا ولهيباً على الظهور·· لم تفعلها الوزارة وتركت شكاوى الطلاب من عدم جدوى ذهابهم إلى المدارس لأنه في رمضان الكل يقول صائم، والصائم في عاداتنا ''الجديدة'' يصوم عن كل شيء، إلا عن التفريط في الواجب·· لم تفعلها وزارة التربية وتركت أولياء الأمور في صراع يومي بين أم وأب يريدان لأبنائهما الانضباط والالتزام بالدوام المدرسي، وبين أبناء متذمرون متكاسلون متحججون متذرعون بالفراغ الدراسي والكثير منهم يقول: لماذا أذهب إلى المدرسة طالما لايوجد يوم دراسي حقيقي، ولا توجد ساعات دراسية حقيقية، كل ما في الأمر نذهب إلى المدرسة وندخل الفصل المدرسي والجميع من طلبة ومدرسين شاحب اللون، تستولي على جسده وعقله حالة فقدان القدرة على التعاطي مع الدرس·· فلا نملك إلا الانكفاء على الطاولة وانتظار لحظة الإفراج·