بدأت ثورة الصغار في كأس العالم للأندية التي انطلقت مؤخراً في العاصمة أبوظبي عندما أبدت بعض الفرق تذمرها من نظام البطولة ومن المراعاة إذا لم نكن نرغب في إقحام مصطلح المحاباة للفرق التي تنتمي إلى قارتي أوروبا وأميركا الجنوبية وتفصيل البطولة على مقاسيهما لكي يشاركا بأريحية تامة. ويكفي بطلا القارتين أن يخوضا مباراتين لكي يعود أحدهما إلى بلاده بكأس البطولة، مقابل أن تخوض بقية الفرق مباريات تأهيلية للوصول إلى نصف النهائي، وهو ما تعتبره هذه الفرق إجحافا وتمييزا من قبل الاتحاد الدولي، مطالبين أن تأخذ كل الفرق المشاركة فرصاً متساوية في البطولة. وفي حقيقة الصورة، يبدو الاتحاد الدولي في موقف الضعف أمام فرق بحجم برشلونة الإسباني بدرجة رئيسية واستوديانتيس الأرجنتيني بدرجة أقل، وكأنه يستجدي الفرق الكبرى في القارتين ويجثو على ركبتيه لكي توافق على المشاركة في بطولته الأكبر على مستوى الأندية. والواقع يقول إن المتوج بالبطولة سيظل عاماً كاملاً يتباهى على الجميع بكونه أقوى فريق على سطح الكرة الأرضية، وهو ما يجعل مشاركته ميزة يحصل عليها لا تفضلا منه مهما، علا اسمه أو كبر شأنه. وإذا كان الاتحاد الدولي يعتبر بقية الفرق المشاركة مجرد تكملة عدد أو قطع أثاث لإكمال الديكور، فكان من الأجدى أن يجنب نفسه عناء استقدامها والاكتفاء بمباراة واحدة بين بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية ليمنح أحدهما لقب أقوى فريق في الكون. ولكن هيهات، فالأهداف الحقيقية هي ملايين من الدولارات تتدفق على خزينة الاتحاد من عوائد الإعلان والتسويق والبث التلفزيوني، فيرمي للفرق الصغيرة الفتات، فلهذا الفريق 500 ألف، ولذاك مليون وكأنه يسير على مقولة «أطعم الفم تستحي العين» ويذهب البطل بخمسة ملايين وبكأس البطولة ويبقى الفائز الأكبر هو الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يكسب أضعاف أضعاف هذه المبالغ. نعلم أنه لا مجال للمقارنة بين الفرق الأوروبية والأميركية الجنوبية مع الفرق القادمة من القارات الأخرى، ولكن طالما تصدى «الفيفا» بنفسه لتنظيم بطولة تجمع أبطال القارات، فعليه إيجاد حيز زمني لإقامتها بنظام أساسه المساواة والعدل بين كل الفرق، وإلا فلا جدوى منها. ralzaabi@hotmail.com