في استقالة ميتسو من تدريب المنتخب كانت هناك عدة أمور في القصة تستدعي التوقف عندها أولها توقيت الاستقالة بعد أن هدأت نسبياً عاصفة الخسائر في تصفيات كأس العالم، وثانيها قصة إعلان المدرب استعداده الكامل لدفع شرطه الجزائي من أجل سرعة الرحيل· في الجزئية الثانية كان الموضوع لا يخلو من الغرابة، لأن هذه من المرات النادرة التي نشاهد فيها مدرباً يعلن رغبته في دفع الشرط الجزائي والذي يصل إلى المليون في حالة ميتسو، وقد كانت هذه النقطة محل اندهاش، لأننا اعتدنا من المدربين المماطلة في العادة بانتظار الإقالة، وما أسرع حصولها في دول المنطقة! وساعتها المدرب يرحل وهو يحمل في جيبه التعويض المادي· لكن الكرم الحاتمي الذي أبداه المدرب الفرنسي كان جديداً علينا، وولّد حالة من الاندهاش أعتقد أنها زالت بنفس السرعة التي عرفنا فيها خبر تعاقده مع المنتخب القطري، لأننا عرفنا مصدر الكرم الحقيقي· في تعاقده مع المنتخب القطري، نتمنى التوفيق للعنابي في أن يستفيد منه في التصفيات ويحقق حلمه بالوصول إلى نهائيات كأس العالم، خاصة أن ميتسو اشتهر بأن النجاح يلازمه في بداية كل مهمة يخوضها· لكن النقطة التي أريد أن أتوقف عندها تتعلق بأن الحكم على الأشخاص يأتي عن طريق أفعالهم وليس أقوالهم، وقد أثبتت الأيام وبسرعة شديدة أن كل ما قاله ميتسو في المؤتمر الذي عقده في دبي قبل رحيله كان مجرد أوهام· لا خلاف على أن ميتسو نتائجه تتحدث عنه باعتباره مدرباً ناجحاً، لكن عندما تتمعن في تصريحاته تكتشف أنه من الذين يجيدون بيع الكلام، وليس أدل على ذلك من تصريحاته في آخر مؤتمر صحفي قبل الرحيل، حيث أشار فيه إلى أن أسباب الاستقالة تعود إلى أنه متعب نفسياً، وليس لأنه يملك أي عرض للتدريب في أي مكان آخر· لا ندري لماذا اختار ميتسو هذا الأسلوب عند الرحيل بعد الموسمين اللذين قضاهما في الدولة وحجم التكريم والتقدير الكبير الذي ناله بعد حصوله مع المنتخب على دورة الخليج· لم يكن يحتاج إلى أسلوب اللف والدوران، لأنه يدرك جيداً أن أحداً لن يتمسك به بعد أن أعلن رغبته في الاستقالة، لأن المنتخب يكفيه ما فيه، ولا يحتاج إلى مدرب على رأسه لا يملك الرغبة في الاستمرار· أعتقد أن ميتسو وأي مدرب آخر باتباعه مثل هذه الأساليب ينتقص من قدره ويقدم نفسه للرأي العام باعتباره انتهازيَّ فرص·