تذهب غرباً، تذهب شرقاً، تطوف العالم كله، لكنها لا تغيب لحظة عن الحضور، تنام وتصحو دبي مثل حلم لا يفارقك أبداً. أينما اتجهت تحرسني هذه المدينة، إنها الابتداء والانتهاء، إنها أصوات الأحباب والأهل والخلّان، إنها مولد صفق ليّ وحدي ساعة الولادة وأمدني بالحياة والوجود للعيش هنا واللعب هنا والفرح هنا، إنها مدينة تحضر عندما يغيب كل شيء. يا أجمل المدن على ضفاف الخليج، يا زهرة المدن الجميلة.. تحزنني الأخبار السيئة والمفبركة من البعض، يؤلمني أن ينكر البعض ما قدمته المدينة ويدهشني أنك كلما أجزلت بالعطاء ذهب بعضهم إلى طمع أعظم. موظف صغير كان والآن أصبح تاجراً كبيراً وصاحب أملاك وعقارات، كلها هبة من عطايا الأيادي الكريمة، ولكن مع ذلك البعض لا يعرف الإخلاص وأمانة العمل، تتجاوزه المدينة بجمالها وروعتها وتزهر أغصان العطايا وتتقدم المدينة برؤية المحب، تمضي مثل عين الشمس، لا تبالي بركام السحب ولا بدخان الحاقدين الذين أكرمتهم المدينة وطافوا مرافقها الجميلة وسكنوا أجمل مرابعها البديعة، ولكنهم ظلوا ضباعاً وثعالب لا يمكن رفعهم إلى مستوى الجياد الأصيلة. تمضي دبي الجميلة إلى العليا، إلى التقدم والجمال والحضارة، لأن الطريق ممتد وسالك أبداً في عيون الصقر الذي يرى بعيداً بعيداً حتى ما وراء الأفق. بديعة دبي وعذبة وصافية السريرة مثل خرير الماء المتدفق دائماً وأبداً. المسافة والمسار ممتد وطريق العمل والبناء والحضارة والتقدم لا يمكن أن توقفه عثرة أو كبوة على حافة الطريق والمجرى. إنها نجم وشهاب سابح في فلكه البعيد، أما الذين يرفعون النباح ويكثرون قرع الدفوف فإنها لا تصل سوى إلى مسامعهم وحدهم. هذه الدروس والعبر التي تمر على دبي تتطلب إعادة النظر في بعض القريب والبعيد، حيث إن البعض لا يخدم سوى نفسه، دبي جنة الدنيا وعروس المدن ستظل الأجمل والأحب لنا وللعاشقين دائماً. إبراهيم مبارك ibrahim_mabarak@hotmail.com