في العيد الوطني البعض من شبابنا لوّن، وزيّن، وحسّن، وتفنن، وأتقن، وبعضهم سار به الشطط إلى غايات، ومسارات، ومشقات، وكبوات، وعثرات، وشوهوا فرحة العيد وغيّروا من صورة الإحساس بمناسبة هي من أعز المناسبات على إنسان الإمارات وتمادوا في التسويف، والتجديف بعيداً جداً عن مشروعية الاحتفال بالعيد الوطني.. فبعض السيارات صارت مسخاً وأصحابها أراجوزات، والناس من حولهم مدهوشون مصدومون من تصرفات لا تليق بالمناسبة ولا بأخلاق ابن الإمارات. بعض السائقين كانوا يسحقون الإسفلت سحقاً حتى يتطاير الدخان الأسود ومعه العوادم السامة، ومعه أيضاً قلوب الذين يشاهدون المأساة المتحركة على الأرض. بعض السائقين استغلوا المناسبة لأغراض في أنفسهم وحولوا السيارات إلى كائن مخيف يسير في الطرقات، ويبحث عن جريمة أو بالأحرى ضحية لكي يرتكب جريمة ثم يمضي مسروراً، حبوراً، ولا يعنيه ما يسببه للآخرين من فواجع.. بعض السائقين مارسوا حقوقاً غير حقوقهم واعتبروا أنفسهم معفيين من المساءلة القانونية كونهم يحتفلون بالمناسبة. نقول لهؤلاء: العيد الوطني للبلاد والعباد، مناسبة عزيزة وذات معنى ومغزى، مناسبة كان يجب التعبير عنها باستخدام العقل لا العواطف والمشاعر السطحية، العيد الوطني للإمارات مناسبة تعبّر عن انتماء الإنسان لوطن، تعب الآخرون من أجل تشييد أركانه، وبذلوا النفس والنفيس لكي يصبح وطناً قوياً، عزيزاً، مكرماً، يحترمه القاصي والداني، ويقدره ويجله كل من عرف تاريخه وتضاريس مكوناته الثقافية والأخلاقية. العيد الوطني للإمارات مناسبة تأتي كل عام من أجل ترسيخ الدعائم وتأكيد ترابط اللحمة الوطنية، ووشائج القربى لبلد أصبح علماً، ونموذجاً، ومثالاً يحتذى به. العيد الوطني للإمارات مناسبة تعبر عن مدى أهمية الاتحاد وحتمية وجوده وحقيقة بنائه التاريخي والثقافي والحضاري. العيد الوطني مناسبة كان بالإمكان التعبير عنها من دون كل هذه الشطحات التي مارسها بعض الشباب وحولوا المناسبة إلى مسرحية هزيلة أساءت كثيراً للإمارات وسمعتها. العيد الوطني مناسبة تستحق التعبير عنها بثقافة عالية تطال مستوى الإمارات كبلد، وإنجاز حضاري لم يحدث في التاريخ العربي مثيل له. العيد الوطني مناسبة كان يجب على بعض شبابنا المتهورين أن يضعوا لها في الحسبان المدى الحضاري الذي حققته الإمارات في ظل الاتحاد وما عاصر هذا الاتحاد من راية عالية رفرفت في سماء الدنيا لتهدي العالم أجمع درة من درر الكون الناصعة وتقدم للعالم نموذجاً ما كان له أن يتم لولا جهود العبقرية الإماراتية في صناعة التاريخ وصياغة وطن جاهرت بحبه للبقاء وتكريس الوجود.