تنطلق اليوم في العاصمة المتألقة أبوظبي بطولة العالم للأندية في حدث كبير آخر يسلط الأضواء على تجربة دولة قادمة بقوة في كافة المجالات إلى عالم جديد بكل ما تحمله الكلمة من معنى . والانطلاقة سيبدأها الأهلي الإماراتي في مباراة افتتاحية إلى جانب فريق أوكلاند سيتي النيوزيلندي. والأهلي هكذا دائما عاشق للبدايات.. فقديما كان البطل الأول للدوري الإماراتي عندما انطلق قبل 35 عاماً وهو البطل الأول لمسابقة كأس الرئيس في نسختها الأولى.. وحديثا هو أول فريق إماراتي يحرز بطولة أندية دوري المحترفين التي انطلقت في الموسم الماضي وهو اللقب الذي أهله للمشاركة في بطولة العالم للأندية التي هي بين أيدينا الآن وهو الأمر الذي يحدث لأول مرة أيضا لأحد أندية الإمارات. هذا هو التاريخ وهذا هو الأهلي الذي ينوب عن أندية الإمارات اليوم ويمثلها في بطولة عالمية تقام بين ربوع دولتنا الحبيبة لأول مرة. والأمر المؤكد أنه لايستطيع أحد أن يتكهن بما سوف تكون عليه نتيجة المباراة فالتجربة جديدة علينا.. لكننا على ثقة بأن مشهد الفريق الأهلاوي سيكون إيجابياً ومختلفاً عما كان سائدا في الآونة الأخيرة فنحن من أنصار عدم جواز الربط مابين بطولة محلية وبطولة عالمية.. والأمر الذي نتمناه وننتظره هو أن يكون الإقبال الجماهيري على قدر الحدث الكبير.. فنحن هنا أمام مسئولية مساندة فريق وطني وأمام مسئولية إنجاح بطولة عالمية نستضيفها لأول مرة. عندما صرح المدرب الوطني مهدي علي الذي يقود الأهلي في هذه البطولة وهذا في حد ذاته أمر رائع له يرفع من قيمته كمدرب ويزيد من خبرته في سلك التدريب الذي انخرط فيه رغم قسوته.. عندما أعلن أنه لا يهاب أحد من المشاركين معه في البطولة حتى لو كان فريق برشلونة الإسباني نفسه باعتباره أقوى فريق في العالم حاليا هناك من انتقد مهدي على المبالغة من منطلق أن الإفراط في الثقة أمر ضار وغير واقعي في نفس الوقت.. وشخصيا كنت أفهم ما يرمي إليه مهدي .. فقد كان يبحث عن تحميس لاعبيه وبث روح التحدي في نفوسهم وترسيخ ثقافة الفوز في أعماقهم حتى لو كان ذلك في بطولة عالمية.. لقد كان مهدي يدرك أن فريقه في أمس الحاجة لذلك فهناك ظروف ضاغطة عاشها الفريق هذا الموسم الكل يعرفها. ثم لا تنسى أن هذا الأسلوب هو أحد سمات مهدي كمدرب فهو يؤمن بالقدرة على الانتصار وخاض مع منتخب الشباب بطولة العالم مؤخرا بمصر منطلقا من هذا المفهوم ونجح.. فلماذا نستكثر عليه تكرار نفس المنهج في بطولة الأندية العالمية! آخر الكلام حتى في قرعة دوري أبطال آسيا هناك من أبدى تخوفه من قوة المجموعات التي وقعت فيها أندية الإمارات.. ونحن نقول من أين نأتي بفرق سهلة نتفوق عليها! أفهم أن تكون الصعوبة في مجموعة واحدة مثلا .. ولكن ماذا تقول عندما نصف كل المجموعات بالصعوبة! هل أصبح مجرد الوقوع مع فريق سعودي أو إيراني أو قطري أو سوري يرعبنا ؟.. لماذا نشارك إذن طالما سنبقى خائفين؟ وإذا كانوا هم أبطالا في دوريات بلادهم .. ففرقنا أبطال في بلادها.. وإذا كنا غير قادرين على مقارعة أبناء القارة فكيف سنقارع أبطال العالم!