تحية لقرار وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم بوقف قبول الطلاب في المدارس المسائية أو ''مدارس أبناء الوافدين'' كما تسمى، وذلك اعتباراً من العام الحالي· الخطوة كانت منتظرة بعد تدهور أوضاع هذه المدارس، والسبب أيضاً أن هذه المدارس لم تستطع أن تطور بيئة تربوية وتعليمية صحيحة· ولم يكن لهذه المدارس كادر تعليمي متفرغ، وكانت تعتمد في الغالب على مدرسي الفترة الصباحية من الراغبين في الاستفادة من المكافآت المقررة· ولنا أن نتصور عطاء مدرس منهك ومستنزف لهؤلاء الطلاب· دوام هذه المدارس كان ايضاً من أسباب النفور والتسرب منها· وفي مثل هذه الايام من شهر رمضان يدرك من يتابع أوضاع تلك المدارس التوقيت الحرج لها، وهو يرى طلابها عائدين الى منازلهم قبل موعد الإفطار بدقائق· ظهور هذه المدارس جاء قبل 15 عاماً تقريباً بعد قرار للوزارة بقصر القبول في المدارس الحكومية على الطلاب المواطنين، وحرصت الدولة على توفير بدل نقدي لغيرهم للالتحاق بالمدارس الخاصة· وفي البدايات كان لهذه المدارس حضور قوي، وكان من بين طلابها متفوقون ضمن العشرة الاوائل في الثانوية العامة· ثم بدأ بعد ذلك التراجع عاماً بعد عام حتى وصلنا الى هذه الحال اليوم· وقبل ايام من قرار وقف القبول تابعت سحب أسرتين ابنيهما من هذه المدارس بسبب ما قالا انه تردي الممارسات التربوية فيها بعد أن وجدا أنفسهما في وصلة سباب متبادل مع أحد الأساتذة هناك، وقد آثرا أن يبقياهما في البيت بانتظار الفرج، رغم عدم قدرتهما على إلحاقهما بمدارس خاصة· إن ما وصلت اليه أوضاع مدارس ابناء الوافدين لا يتناسب إطلاقاً مع التطور الشامل والمستوى الرفيع للتعليم الذي تحقق في المؤسسات التعليمية والتربوية في أبوظبي من خلال الجهود المقدرة والملموسة التي يبذلها في الحقل مجلس أبوظبي للتعليم· إذ تسبب تجاهل الأوضاع فيها الى ترد غير مسبوق يفتقر الى أبسط المعايير التعليمية· حيث لم يكن وجود الطالب فيها لا يتعدى 4-5 ساعات بما في ذلك الفسحة الدراسية، وتفتقر للأنشطة التربوية كالتربية البدنية والرياضية والموسيقية وغيرها من الانشطة المتاحة في بقية المدارس، بحسب ما ذكر مدير عام المجلس الدكتور مغير الخييلي· ونحن على ثقة من أن المجلس الذي وضع علاقات فارقة ومضيئة في مسيرة التعليم سيقوم خلال عملية الإحلال التي تستغرق ثلاثة أعوام، بإيجاد بدائل تراعي مصلحة الطلاب وأولياء الأمور، وفي الوقت ذاته تعزز برامج وخطط التعليم النوعي التي تعد أولوية بالنسبة لمجلس أبوظبي للتعليم، وهي تتماهي مع استراتيجية تطوير التعليم في الدولة والرامية الى توفير بيئة تعليمية متطورة ومناسبة للجميع، وتعزز جهود تنمية الموارد البشرية ويدعم الخطط والبرامج التنموية الطموح في البلاد